خوفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ربه
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِذَهَبٍ كَانَتْ عِنْدَنَا فِي مَرَضِهِ، قَالَتْ: فَأَفَاقَ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ؟ قَالَتْ: لَقَدْ شَغَلَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ، قَالَ: فَهَلُمِّيهَا.
قَالَ: فَجَاءَتْ بِهَا إِلَيْهِ سَبْعَةَ، أَوْ تِسْعَةَ أَبُو حَازِمٍ-أحد رواة الإسناد- يَشُكُّ، دَنَانِيرَ، فَقَالَ حِينَ جَاءَتْ بِهَا: مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذِهِ عِنْدَهُ، وَمَا تُبْقِي هَذِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذِهِ عِنْدَهُ. رواه أحمد(41/109).
في هذا الحديث: خوف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلقى ربَّهُ وعنده مال من أموال الصدقة.
وقد بوَّب عليه ابن حبان في «صحيحه»( 715): ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ مِمَّا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ مِمَّا فِي عُنُقِهِ.
وفيه ترهيب للذين يختلسون الأموال ويسفكون الدماء البريئة.
قال ابن القيم رحمه الله في «الجواب الكافي»(26) عقِبَ حديث عائشة: فَيَا لَلَّهِ مَا ظَنُّ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ وَالظَّلَمَةِ بِاللَّهِ إِذَا لَقَوْهُ وَمَظَالِمُ الْعِبَادِ عِنْدَهُمْ؟!
وكذلك قال ابن رجب رحمه الله في«لطائف المعارف»(106)عقب حديث عائشة هذا: فكيف يكون حال من لقي الله وعنده دماء المسلمين وأموالهم المحرمة وما ظنه بربه؟!