جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

(33) نصائح وفوائد

 

من طبيعة النفس

النفس

النفس من أوصافها:

أنها أمارة بالسوء، قال تعالى: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)[يوسف].

  أنها لوامة، ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) [القيامة: 2].

تلوم على فعل الخير وتلوم على اجتناب الشر.

 قد يكون عند الإنسان عزيمة على فعل الخير كصدقة أو مراجعة قرآن أو ذكر أو فعل معروف ولكن أجَّل بعض الدقائق أو ساعات فتلوم النفس وتوسوس في الترك، ويفوت الخير والعمل الصالح، وهذا من مساوئ التسويف في الأعمال الصالحة.

وهذا من طبيعة النفس التكاسل ومحبة البِطالة فلنروِّضها على الخير وإلا أُصِبنا شرُّها.

وما أحسن ما قاله الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (9/164): النفس همامة متحركة، إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل.

ومجاهدة النفس من أعظم أنواع الجهاد، كما روى الإمام أحمد (39/ 386) عن  فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ & يَقُولُ: المُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قال ابن القيم في «زاد المعاد»(3/6): جِهَادُ النَّفْسِ مُقَدَّمٌ عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ فِي الْخَارِجِ، وَأَصْلٌ لَهُ، فَإِنَّهُ مَا لَمْ يُجَاهِدْ نَفْسَهُ أَوَّلًا لِتَفْعَلَ مَا أُمِرَتْ بِهِ وَتَتْرُكَ مَا نُهِيَتْ عَنْهُ وَيُحَارِبُهَا فِي اللَّهِ لَمْ يُمْكِنْهُ جِهَادُ عَدُوِّهِ فِي الْخَارِجِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُهُ جِهَادُ عَدُوِّهِ وَالِانْتِصَافُ مِنْهُ وَعَدُوُّهُ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ قَاهِرٌ لَهُ مُتَسَلِّطٌ عَلَيْهِ لَمْ يُجَاهِدْهُ وَلَمْ يُحَارِبْهُ فِي اللَّهِ، بَلْ لَا يُمْكِنُهُ الْخُرُوجُ إِلَى عَدُوِّهِ حَتّى يُجَاهِدَ نَفْسَهُ عَلَى الْخُرُوجِ.

الله إنا نعوذ بك من شرور أنفسِنا.