جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 1 نوفمبر 2021

(29)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم

تذكير بالصحابة

أنس بن مالك

أبو حمزة، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكر أنس رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، قال: فَكَانَ أُمَّهَاتِي يُوَاظِبْنَنِي عَلَى خِدْمَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. رواه البخاري (5166).

ونستفيد منه: أن الخادم قد يكون حرًّا، وقد كانوا يتسابقون لخدمة النّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

وهذا من مناقبه رضي الله عنه: ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، وخدمته له.

وأنس بن مالك أحد المكثرين في رواية الحديث، كما قال الشاعر:

سبعٌ من الصَّحْبِ فوقَ الألفِ قد نقلُوا

۞۞۞

من الحديث عنِ المُخْتار خيرِ مُضر

أبـوهُـريـرةَ سعـدٌ جـابـرٌ أنـس

۞۞۞

صدِّيْقَةٌ وابنُ عبَّاسِ كذا ابنُ عُمر

وهو آخر الصحابة موتًا بالبصرة رضي الله عنه، وأما آخر الصحابة موتًا على الإطلاق فهو أبو الطفيل رضي الله عنه، وقد تعمَّر أنس بن مالك رضي الله عنه؛ بسبب دعوة النّبِيّ صلى الله عليه وسلم له فقد دعا له، وقال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» رواه البخاري (6334ومسلم (2480) عن أنس رضي الله عنه. وقوله: « وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» يدخل فيه بركة العمر.

ورواه البخاري في «الأدب المفرد» (653) عن أَنَس بن مالك، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، أَهْلَ الْبَيْتِ، فَدَخَلَ يَوْمًا فَدَعَا لَنَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خُوَيْدِمُكَ أَلَا تَدْعُو لَهُ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ، أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ» . فَدَعَا لِي بِثَلَاثٍ، فَدَفَنْتُ مِائَةً وَثَلَاثَةً، وَإِنَّ ثَمَرَتِي لَتُطْعِمُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَطَالَتْ حَيَاتِي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ النَّاسِ، وَأَرْجُو الْمَغْفِرَةَ.

وقد توفي رضي الله عنه عن عُمْرٍ بلغ مائة سنة وثلاث سنين على قولٍ صححه الحافظ.

قال الحافظ رَحِمَهُ الله في «الفتح»(8/173): ثُمَّ تَأَخَّرَ أَنَسٌ إِلَى أَن كَانَ آخر من مَاتَ بِالْبَصْرَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَه عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالْبَزَّار وَغَيرهمَا، بل قَالَ ابن عَبْدِ الْبَرِّ: هُوَ آخِرُ الصَّحَابَةِ مَوْتًا مُطْلَقًا لَمْ يَبْقَ بَعْدَهُ غَيْرُ أَبِي الطُّفَيْلِ، كَذَا قَالَ وَفِيهِ نَظَرٌ؛ فَقَدْ ثَبَتَ لِجَمَاعَةٍ مِمَّنْ سَكَنَ الْبَوَادِي مِنَ الصَّحَابَةِ تَأَخُّرُهُمْ عَنْ أَنَسٍ، وَكَانَتْ وَفَاةُ أَنَسٍ سَنَةَ تِسْعِينَ أَوْ إِحْدَى أَو ثَلَاث، وَهُوَ أصح مَا قيل فِيهَا، وَلَهُ مِائَةٌ وَثَلَاثُ سِنِينَ عَلَى الْأَصَحِّ أَيْضًا، وَقِيلَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ أَقَلُّ.