جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 31 أكتوبر 2021

(38)التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ

 

صفة فمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعينيه وعقبيه

عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ ،مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ».

 قَالَ شعبة الراوي لهذا الحديث عن سماك: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: «عَظِيمُ الْفَمِ».
 قَالَ قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ: «طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ».

 قَالَ: قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: «قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ» رواه مسلم (2339).

 

وتفسير (أَشْكَلُ الْعَيْنِ): بأنه «طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ» هذا التفسير وهَّموا سماكًا فيه، قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (15/93): وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي أَشْكَلِ الْعَيْنِ فَقَالَ الْقَاضِي: هَذَا وَهْمٌ مِنْ سِمَاكٍ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَغَلَطٌ ظَاهِرٌ، وَصَوَابُهُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ، وَنَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَجَمِيعُ أَصْحَابِ الْغَرِيبِ أَنَّ الشُّكْلَةَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنَيْنِ وَهُوَ مَحْمُودٌ. اهـ.

وقال الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ في «البداية والنهاية» (6/20): وقول أبي عبيد: حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ أَشْهَرُ وَأَصَحُّ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. اهـ.

وقوله ضَلِيعَ الْفَمِ»  أي: عظيم الفم، كما جاء مفسَّرًا في هذا الحديث.  قال ابن الأثير رَحِمَهُ اللَّهُ في «النهاية » (3/97): أي عظِيمه.

 وقيل: واسِعه. والعَربُ تَمْدَحُ عِظَمَ الفَمِ وتذمُّ صِغَره. اهـ.