بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد والتعريفات من الدرس الرابع
◆◇◆◇◆◇
الْفِعْلُ ثَلَاثَةُ أَقسَامٍ: «مَاضٍ» وَ«أَمْرٌ» وَ«مُضَارِعٌ».
علامة الفعل الماضي: أن يقبل تاء التأنيث الساكنة.
فائدة: «تاء التأنيث الساكنة» قد تُحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين، مثل قوله تَعَالَى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾. وقد تُفتح إذا التقت بساكنٍ وهو ألف الاثنين ؛لأن الألف يناسبها فتح ما قبلها، مثل: ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ .
الفعل الماضي مبني دائمًا، وهذا هو الأصل في الأفعال البناء.
وله ثلاثُ حالات:
-البناء على الفتح، وهو الأصل فيه.كما قال ابن هشام.
-البناء على الضم إذا اتصل به واو الجماعة.
-البناء على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
أربع كلمات اختلف في فعليتها، وهي: «نِعمَ»، وَ«بِئسَ»، وَ«عَسَى»، وَ«لَيْسَ»، ورجح ابن هشام أنها أفعال ماضية؛ لقبولها تاء التأنيث الساكنة.
«نِعمَ»، وَ«بِئسَ»:
قول الفراء وجماعة من الكوفيين أنهما اسمان، ودليلهم: دخول حرف الجر عليهما في مثل: «وَاللهِ مَا هِيَ بِنِعمَ الْوَلَدُ» و«نِعمَ السَّيرُ عَلَى بِئسَ العَيرُ» ، والجواب عن استدلال الكوفيين أن حرف الجر داخل على مجرور محذوف مع صفته.
ففي المثال الأول: «وَاللهِ مَا هِيَ بِنِعمَ الْوَلَدُ» التقدير: «مَا هِيَ بِوَلَدٍ مَقُولٍ فِيهِ نِعمَ الْوَلَدُ»، وفي المثال الثاني:« نِعمَ السَّيرُ عَلَى عير مقولٍ فيه بِئسَ العَيرُ »، فعلى هذا ليس فيه دليل للكوفيين على أن «نِعمَ»، وَ«بِئسَ» اسمان.
«عَسَى»
فيها ثلاثة أقوال:
-أحدها: أنها فعل ماض، هذا قول البصريين، وهو ترجيح ابن هشام.
-الثاني: أنها حرف بمنزلة «لعل» وهذا قول الكوفيين.
الثالث: التفصيل أنها فعل ماض إلا إذا اتصل بها ضمير نصب متصل فهي حرف ترجٍّ بمعنى «لعل»، مثل: عساك، عساني، عساه. وهذا قول سيبويه.
«لَيْسَ»
ذَهَبَ الْفَارِسِيُّ فِي «الحَلَبِيَّاتِ» إِلَى أَنَّهَا حَرفُ نَفيٍ بِمَنْزِلَةِ «مَا» النَّافِيةِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكرِ بنِ شُقَيرٍ. والصحيح أنها فعل ماض ؛ بدليل أنها تقبل تاء التأنيث الساكنة،«لَيْسَتْ»
◆◇◆◇◆◇
فعل الأمر.
علامة فعل الأمر: دلالته على الطلب مع قبول ياء المخاطبة.
فإذا دلت الكلمة على الطلب ولم تقبل ياء المخاطبة فهي اسم فعل أمر.
وإذا قبل الفعل ياء المخاطبة ولم يدل على الطلب فيكون فعل مضارع.
فعل الأمر مبني دائمًا.
حالات فعل الأمر: يبنى فعل الأمر على ما يُجزم به مضارعه، وله أربع حالات:
- إذا كان صحيح الآخر فيبنى على السكون. وكذلك إذا اتصل به نون النسوة.
-إذا كان معتلًّا يبنى على حذف حرف العلة.
-إذا أسند لألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة يُبنى على حذف حرف النون.
-إذا اتصلت به نون التوكيد فيبنى على الفتح.
لغات العرب في «هَلُمَّ»
اخْتَلَفَ فِيهَا الْعَرَبُ عَلَى لُغَتَينِ:
إِحْدَاهُمَا: أَن تَلْزَمَ طَرِيقَةً وَاحِدَةً، وَلَا يَخْتَلِفُ لَفظُهَا بِحَسبِ مَن هِيَ مُسنَدَةٌ إِلَيْهِ، وهذه لغة الحجازيين: أن «هَلُمَّ» تلزم حالة واحدة وهي: الإفراد، وهذه اللغة هي التي نزل بها القرآن الكريم، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ﴾ [الأحزاب: 18] ،وهي عندهم اسم فعل أمر؛ لأنها تدل على الطلب ولا تقبل ياء المخاطبة.
الثَّانِيَّةِ: أَن تَلحَقَهَا الضَّمَائِرُ البَارِزَةُ، بِحَسبِ مَن هِيَ مُسنَدَةٌ إِلَيْهِ، فهي فعل أمر، وهذه لغة بني تميم قالوا: لأنها تدل على الطلب وتقبل ياء المخاطبة، فتلحق «هَلُمَّ» الضمائر البارزة فَتَقُولُ: «هَلُمَّ» و«هَلُمَّا»، و«هَلُمُّوا»، و«هَلمُمنَ»، وَ«هَلُمِّي».
فائدة: «هَلُمَّ» تُسْتَعْمَلُ قَاصِرَةً وَمُتَعَدِّيَةً.
فإذا استعملت قاصرة أي: لازمة فهي بمعنى: أقبِل، وإذا استعملت متعدية أي: تتعدى إلى مفعول به، فهي بمعنى: أحضر.
اختلاف النحويين في«هَاتِ»، وَ«تَعَالَ»
عَدَّهُمَا جَمَاعَةٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ فِي أَسمَاءِ الْأَفْعَالِ. وَالصَّوَابُ أَنَّهُمَا فِعلَا أَمرٍ بِدَلِيلِ أَنَّهُمَا دَالَّانِ عَلَى الطَّلَبِ، وَتَلحَقُهُمَا يَاءُ المُخَاطَبَةِ، تَقُولُ: «هَاتِي»، وَ«تَعَالَي».
فائدة: آخر «هَاتِ» مكسور أبدًا سواء أُسند للواحد المذكر، أو للمفردة المؤنثة، أو أُسند لضمير الاثنين مذكرًا أو مؤنثًا، أو أسند إلى ضمير النسوة. ولا يضم إلا إذا أسند إلى واو الجماعة.
فائدة: آخر «تَعَالَ»، مفتوح مطلقًا بدون استثناء عند ابن هشام.
وقد جاءت بكسر اللام، وأيضًا قد يضم لامه إذا أسند إلى واو الجماعة ،وهي في الحالتين لغة وليست لحنا،لكنها ضعيفة غير فصيحة، قليلة الاستعمال عند العرب.
◆◇◆◇◆◇