جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 30 نوفمبر 2020

(20)تربيةُ الأَولَادِ

 

الاهتمام بتعليم البنات

عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ، وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ»رواه البخاري(5995)،ومسلم (2629)واللفظ له.

عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»رواه ابن ماجه(3669).

[هذا حديث صحيحٌ.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين939].

(مِنْ جِدَتِهِ)بِكَسْرِ الْجِيمِ، أَيْ:غِنَاهُ ،وَيُقَالُ: وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً إِذَا اسْتَغْنَى.«حاشية السندي على سنن ابن ماجة».

قال الحافظ في «فتح الباري»(10/428):وَالظَّاهِرُ أَنَّ الثَّوَابَ الْمَذْكُورَ إِنَّمَا يَحْصُلُ لِفَاعِلِهِ إِذَا اسْتَمَرَّ إِلَى أَنْ يَحْصُلَ اسْتِغْنَاؤُهُنَّ عَنْهُ بِزَوْجٍ أَوْ غَيْرِهِ،كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِ الْحَدِيثِ.اهـ

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة:«مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ»يفيد بحكم عمومه: أن الستر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدة من البنات،كما قال القرطبي في « المفهم»(6/636).

ومن أعظم الإحسان والصبر على البنات: تعليمهن وتربيتهن وتأديبهن.

كما أن أعظم رحمة بالأولاد تربيتهم وتعليمهم

قال ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (2/252): ومما ينبغي أن يعلم: أن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كَرِهَتْها نفسه وشقت عليها، فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك، ودفع المضار عنك.

فمن رحمة الأب بولده: أن يُكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويشُق عليه في ذلك بالضرب وغيره، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظن أنه يرحمه ويُرفِّهه ويريحه فهذه رحمة مقرونة بجهل، كرحمة الأم.اهـ