جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 16 مايو 2020

(11)مواعظ رمضان

حديثٌ نبويٌّ في آداب اللسان

عن علقمة بن وقاص الليثي: أن بلال بن الحارث المزني، قال له: إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتغشاهم، فانظر ماذا تحاضرهم به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  يقول: <إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير، ما يعلم مبلغها، يكتب الله له رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر، ما يعلم مبلغها، يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه>.

وكان علقمة يقول: رُبَّ حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال.

رواه الإمام عبدالله بن المبارك في «الزهد» (ص49/رقم: 1394).

والحديث صحيح، على شرط الشيخين،كما في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين».

وفيه من الفوائد:

عمل السلف بالدليل

فهذا التابعي الجليل علقمة بن وقاص بسبب هذا الحديث الذي سمعه من بلال بن الحارث رضي الله عنه يضبط لسانه ويتحرَّز من الكلام.

فحقًّا إنهم رجال علم وعمل ودين،لهذا رفعهم الله وجعل لهم لسان صدقٍ في الآخرين. 

فضل الكلام الطيب وخطر الكلام السيء

قال ابن القيم  في  «الجواب الكافي» (ص183): وفي اللسان آفتان عظيمتان، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت، وقد يكون كل منهما أعظم إثمًا من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله مراء مداهن، إذا لم يخف على نفسه.

والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاص لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين.

وأهل الوسط، وهم أهل الصراط المستقيم، كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة، بلا منفعة فضلًا أن تضره في آخرته.

وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله، وما اتصل به اهـ كلامه .