جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 15 يناير 2020

(12)الآداب


الطهارة الحسية والمعنوية عند النوم

عن البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :«إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ، وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلِ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ، فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ. فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ؟ قَالَ: لَا، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».

 رواه  البخاري (6311)،ومسلم (2710).



في هذا الحديث: الحث على الوضوء عند النوم والاضطجاع على الشق الأيمن وقول هذا الذكر.

قال الحافظ في «فتح الباري»: الأمر فيه للندب.

 وله فوائد، منها:

أن يبيت على طهارة، لئلا يبغته الموت، فيكون على هيئة كاملة.

 ويؤخذ منه الندب إلى الاستعداد للموت بطهارة القلب، لأنه أولى من طهارة البدن.

 ويتأكد-أي طهارة البدن- ذلك في حق المحدث، ولا سيما الجنب، وهو أنشط للعود، وقد يكون منشطًا للغسل، فيبيت على طهارة كاملة.

ومنها: أن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعب الشيطان به.

وقوله: ثم اضطجع على شقك. أي: الجانب.

 وخُص الأيمن لفوائد، منها:

 أنه أسرع إلى الانتباه.

ومنها: أن القلب متعلق إلى جهة اليمين، فلا يُثقل بالنوم.

ومنها: قال ابن الجوزي، هذه الهيئة نص الأطباء على أنها أصلح للبدن، قالوا: يبدأ بالاضطجاع على الجانب الأيمن ساعة، ثم ينقلب إلى الأيسر، لأن الأول سبب لانحدار الطعام، والنوم على اليسار يهضم، لاشتمال الكبد على المعدة. اهـ من «الفتح».

وفيه: أن من علامات حسن الخاتمة: أن يموت الإنسان وهو على هذه الحالة المذكورة في هذا الحديث، لقوله:فإن مُت مت على الفطرة.