التحذير من إرادة الإنسان بعمله الدنيا
والمراد يعمل
عمل الآخرة ويريد به الدنيا، يأتي بالطاعة
والعبادة لأجل حطامٍ زائلٍ فانٍ.
والفرق بين
الرياء والعمل لأجل الدنيا، كما قال ابن
القاسم رَحِمَهُ الله في «حاشية كتاب التوحيد»(ص 268):
بينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة:
وهو ما إذا أراد الإنسان بعمله التزين عند الناس، والتصنع لهم والثناء،
فهذا رياء.
وهو أيضا إرادة الدنيا بالتصنع عند الناس، وطلب المدحة منهم والإكرام.
ويفارق الرياء لكونه عمل عملا صالحا أراد به
عرضا من الدنيا.
كمن يجاهد ليأخذ مالا،
أو يجاهد للمغنم، أو غير ذلك، ولهذا سماه عبدًا لذلك.
بخلاف المرائي، فإنه
إنما يعمل ليراه الناس ويعظِّموه، والذي يعمل
لأجل الدراهم أعقل من المرائي، وكلاهما خاسر، نعوذ بالله من موجبات غضبه. اهـ.
وكلاهما
خطير جدًّا، فإنه ينافي الإخلاص والتوحيد.
قال تَعَالَى:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ
نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾
[الشورى:
20]، وروى البخاري (2886) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعِسَ
عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ،
وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ».
قال الشيخ صالح الفوزان في «إعانة المستفيد»(2/101): سمّاه
عبدًا لهذه الأشياء مع أنه مسلم مؤمن، ولكن
لَمّا كان يعمل ويريد هذه الأشياء صار عبدًا لها، وهذه
عبودية شرك، لكنه شركٌ أصغر لا يُخرِجه من
الإيمان، ولكنه ينقِّص توحيده وينقِّص إيمانه. اهـ.
والعمل
لأجل الدنيا قد يُتجاهَلُ ويُتساهل فيه ولا يَتخلَّص منه إلا من عافاه الله، بخلاف الرياء فقد لا يكون مستمرًّا، ولهذا كان العمل لأجل الدنيا أكثر خطرًا من الرياء.
قال الشيخ
عبد الرحمن بن حسن في «فتح المجيد» (ص 373): إرادة الإنسان بعمله الدنيا أعظم من الرياء، لأن مريد الدنيا قد تغلب إرادته تلك على كثير من
عمله، وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل، ولا يسترسل معه، والمؤمن
يكون حذرا من هذا وهذا. اهـ.
والعافية
في السلامة من هذين الدَّاءَيْنِ.
فأخلصِ
العمل لله تنجو من هذه المهالك، ولن يفوتك
شيءٌ إذا أخلصتَ عملكَ لله، وأردت به ثواب
الله سبحانه والدار الآخرة، فإن هذا مفتاح من
مفاتيح الرزق وطريق السعادة الدينية والدنيوية والأُخروية،
كما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ
هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا
كُتِبَ لَهُ» رواه الإمام أحمد في «مسنده»(21590).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النووي رَحِمَهُ الله: ينبغي ألا يقصد به توصلًا إلى عرض من أعراض الدنيا: من مال، أو رئاسة، أو وجاهة، أو ارتفاع على أقرانه، أو
ثناء عند الناس، أو صرف وجوه الناس إليه، أو نحو ذلك.
(ينبغي) تستعمل في
المستحب، وتستعمل في الواجب. والثاني هو المراد هنا.
لأن
الإخلاص واجب وشرط في قبول العبادة وصحتها، قال
تَعَالَى: ﴿فَمَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾[الكهف].
وفي عبارة
الإمام النووي ذِكْر أمثلة لعَرَضِ
الدنيا:
(مال)
يتعلم أو يُقرئُ لأجل المال،
لأجل المادة الدنيوية، الطالب يتعلم
القرآن لأجل أن يكون مقرئًا ويأتيه المال، والمقرئ
يقرئُ القرآن لأجل الراتب، يتعلم العلم لأجل
أن يكون قاضيًا ويأتيه المال، يتعلم العلم
الشرعي ليأخذ شهادة، يؤذِّن لأجل المال، يؤمُّ الناس في المساجد لأجل المال، يحج عن غيره لأجل المال،
هذا من الإرادة بالعمل الدنيا.
وما أقل الإخلاص في أزمنتنا بسبب الوظائف على
الأعمال الأُخروية، فصاروا يَدخلون في
العبادات لينالوا بها حظًّا من حطام الدنيا، فجعلوا
عمل الآخرة للدنيا، وقليل من يخلص عمله لله
سبحانه. اللهم لطفك.
(الرئاسة، أو الوَجَاهة، أو الارتفاع على أقرانه، أو الثناءً عند الناس) مثلًا: ليأخذ شهادةً من أجل أن يكون له منزلة -وخاصة في هذه الأزمنة صارت المكانة والمنزلة لمن
له شهادة عالية- وقد يتعلم لأجل أن يكون له
العلو والارتفاع على أقرانه أي: زملائه. أو لأجل مدح الناس وثنائهم، يكون قصده من تعلم القرآن تبجيل الناس له ومدحهم وأن يُشار إليه
بالبَنان، يقال: هذا
عالم، مستفيد.
ولا يمكن
أن يكون مخلصًا وهو يريد مدح الناس وثناءَهم.
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «الفوائد»(ص 149): لَا
يجْتَمع الْإِخْلَاصُ فِي الْقلب ومحبة الْمَدْح وَالثنَاء والطمع فِيمَا عِنْد
النَّاس إِلَّا كَمَا يجْتَمع المَاء وَالنَّار والضب والحوت. اهـ.
(أو لصرف وجوه الناس إليه) يعني: من
أجل التفاف الناس حوله، وأن يكون له الكلام
والتصدر، هذا كله من إرادة الإنسان بعمله
الدنيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنواع تبين كيفية إرادة الإنسان بعمله الدنيا، وأنه لا يريد بعمله الآخرة.
ذكر الشيخ
عبد الرحمن بن حسن في «فتح المجيد» (ص 375) عن محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمهما الله أن هذه
الآية: ﴿مَنْ
كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ
أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ تشمل أنواعًا. فقال: ذُكِر
عن السلف فيها أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه.
وخلاصة ما
ذكره:
الأول: قد يريد بالعمل الصالح دفع البلاء والعين، وجلب المنافع الدنيوية والمحافظة على الصحة، ليس عنده إلا هذه الإرادة في عمله. هذا أراد بعمله الدنيا.
ليس عنده إرادة في قيام الليل سوى أن يرزقه الله المال أو يرزقه الصحة أو
يدفع عنه وعن أبنائه المصائب، يستغفر وليس له
إرادة إلا الحصول على منافع الدنيا. هذا لا
يجوز لأنه أراد بعمله الدنيا، وهو شرك في
الإرادة، وعمله مردود عليه.
أما من عمل
العمل الصالح ونيته بالعمل وجه الله عَزَّ وَجَل وثواب الآخرة ويريد به منافع دنيوية،
مثل: من يصل رحمه ابتغاء وجه الله عَزَّ
وَجَل والفوز بالجنة والنجاة من النار ويريد ثواب الدنيا من حيث بسط الرزق وتنميته
وطول العمر، كما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ
يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ» رواه البخاري (2067)، ومسلم (2557) عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
هذه الحالة
ذكرها الشيخ ابن عثيمين في كتاب «القول المفيد
في أدلة التوحيد» (2/138)وقال: إن الإنسان إذا أراد بعمله الحُسنيين-حسنى الدنيا، وحسنى
الآخرة-فلا شيء عليه لأن الله يقول: ﴿وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾[الطلاق: من
الآية2-3]، فرغَّبه
في التقوى بذكر المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب.
اهـ.
والأدلة كثيرة في الترغيب في العمل الصالح
والتشجيع على ذلك بِذِكْرِ المنافع الدنيوية، من
ذلك: قول نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾[نوح].
الثاني: (وهو أن يعمل أعمالًا صالحة ونيته رياء الناس، لا طلب ثواب الآخرة)
هذا النوع الثاني يعمل العمل الصالح يريد به رياء الناس ونيل ثنائِهم ومدحهم، هذا من الشرك ومن الإرادات السيئة.
الثالث: أن يعمل العمل الصالح ويقصد به المال وطمع الدنيا
كما تقدم في الأمثلة، هذا من النيات الفاسدة
والإرادات السيئة.
ومن كان
هذا حاله فعاقبته سيئة ونتائجه وخيمة.
قال الذهبي
في «الموقظة»:
مَن طَلَب العلم للآخِرة: كَسَاهُ العِلمُ
خَشْيَةً لله، واستَكانَ وتواضَعَ. ومَن طَلَبَه للدنيا:
تكبَّرَ به وتَكَثَّر وتجبَّر، وازدَرَى بالمسلمين العامَّة، وكان عاقبةُ أمرِه إلى سِفَالٍ وحَقَارة. اهـ.
ومع خطورة
هذا النوع فالذي يعمل لأجل المطامع الدنيوية يُعَدُّ أعقل من الذي يعمل رياءً.
قال الشيخ
صالح الفوزان حفظه الله في «إعانة المستفيد» (2/99): قالوا: الذي
يعمل من أجل الطمع والعرض العاجل أعقل من الذي يعمل للرياء، لأن الذي يعمل للرياء لا يحصل له شيء،
وأما الذي يعمل من أجل الدنيا فقد يحصل له طمع في الدنيا ومنفعة في الدنيا، ولكن كلاهما خاسر عند الله سبحانه وتعالى، حيث أن كلًّا منهما أشرك في نيته وقصده. اهـ.
ومن هنا نستفيد: تنوُّع
الإرادات والمقاصد، وأن هذا من الشرك في
النيات، وهو الشرك الخفي.
وهذا الباب
واسع جدًّا حتى إن ابن القيم في «الجواب
الكافي» (ص
135) يقول:
وَأَمَّا الشَّرَكُ فِي الْإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ،
فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لَا سَاحِلَ لَهُ،
وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، مَنْ
أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَ وَجْهِ اللَّهِ، وَنَوَى
شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ، وَطَلَبَ
الْجَزَاءَ مِنْهُ، فَقَدْ أَشْرَكَ فِي
نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ. اهـ.
هذه النيات
والإرادات من علامة العلم الذي لم ينتفع به صاحبه، قال
ابن رجب في كتاب« فضل علم السلف على علم الخلف» (ص8): وعلامة هذا العلم الذي لا ينفع أن يكسب صاحبه
الزهو والفخر والخيلاء وطلب العلو والرفعة في الدنيا.
والمنافسة فيها. وطلب مباهاة العلماء
ومماراة السفهاء وصرف وجوه الناس إليه. اهـ.
الرابع: أن يعمل بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك
له، لكنه على عمل يكفّره كفرا يخرجه عن
الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النووي :ولا يشين المقرئُ إقراءَه بطمع في رفقٍ يحصل له من بعض من يقرأ
عليه، سواء كان الرفق مالًا أو خدمة، وإن قَلَّ ولو كان على صورة الهدية التي لولا
قراءته عليه، لما أهداها إليه.
وهذه
العبارة نقلها ابن الجزري رَحِمَهُ الله في «منجد
المقرئين ومرشد الطالبين»(12)وعلَّق على قول النووي بقوله: وحَسَنٌ التفصيل، كما
قيل في القاضي: لا يخلو إما أن يكون القارئ
كان يهدي للشيخ قبل قراءته عليه أولا، فإن كان
فلا يكره. اهـ.
أي: إذا كان من عادة القارئ الهدية للشيخ قبل أن يقرأ
عليه القرآن فلا بأس أن يأخذها، وأما إن كان لا
يهدي له قبل قراءته عليه فأخذه للهدية فيه كراهة.
والصحيح
والله أعلم أنه لا بأس بأخذِ الهدية إذا كان
بطيب نفسٍ من الطالب ومن غير كُلفة عليه. ولكن
يجب أن يكون المقرئ نظيفَ القلب ليس عنده طمع عما في أيدي المتعلمين، فإن الطمع عما في أيدي الناس مذموم مطلقًا، فكيف بالطمع فيما في يد المتعلم الذي ينبغي إعانته
وإكرامه وتسهيل طريق العلم له؟!
قال عُمَرُ
بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي العَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ
مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ: «خُذْهُ إِذَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا المَالِ شَيْءٌ
وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ، فَخُذْهُ
وَمَا لا فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ» رواه
البخاري (1473)،
ومسلم (1045).
(غَيْرُ مُشْرِفٍ)
أي: غير متطلع لما في أيدي الناس.
وروى البخاري (1472)، ومسلم (1035) عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي
ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ
فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ
لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي
يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا
خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى»الحديث.
وهذا فيه
ذم الطمع والتحذير منه وأنه من أسباب نزع البركة.
فمن آداب
المقرئ المتحتِّمة ألا يطمعَ في شيء يحصل له من مال أو خدمة أو مهابة من المتعلم، فإن أُعطي شيئًا بطيبة نفسٍ من المتعلم ومن غير
كلفة فلا بأس والله أعلم.
واستفدنا مما تقدم:
§ الحث على
الإخلاص.
§ أن من
الشرك العمل لأجل الدنيا.
§ أن من
الشرك العمل لأجل حمْدِ الناس وثنائهم والتفافهم حوله.
§ أن من عمل لأجل ذلك فقد خسر خسرانًا مبينًا.
§ أن الذي
يعمل لأجل الدراهم أعقل من المرائي، وكلاهما
خاسر.
ولا يسلم
من هذه العظائم إلا من سلمه الله وعلم مضارها وقبحها.
فعلينا أن
نتفقد نياتنا وأن نحرص على إصلاح سرائِرنا يقول الله عز وجل: ﴿ يَوْمَ
تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: 9]. فالله عَزَّ وَجَل مطلع على نياتنا، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.