جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 8 يناير 2019

(7)من أحكام الصلاة




                     حكم المصافحة عقب الصلوات

          

قال الشيخ الألباني رحمه الله في«السلسلة الصحيحة»(تحت رقم16):وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة.



وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في«مجموع الفتاوى»(11/199)في الجواب عن سؤال:ما حكم المصافحة بعد الصلاة، وهل هناك فرق بين صلاة الفريضة والنافلة؟

ج: الأصل في المصافحة عند اللقاء بين المسلمين شرعيتها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح أصحابه رضي الله عنهم إذا لقيهم وكانوا إذا تلاقوا تصافحوا. قال أنس رضي الله عنه والشعبي رحمه الله: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا. وثبت في الصحيحين أن طلحة بن عبيد الله  أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم  قام من حلقة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده عليه الصلاة والسلام إلى كعب بن مالك رضي الله عنه لما تاب الله عليه فصافحه وهنأه بالتوبة. وهذا أمر مشهور بين المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده.

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلمين يتلاقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات عن الشجرة ورقها».


ويستحب التصافح عند اللقاء في المسجد أو في الصف

وإذا لم يتصافحا قبل الصلاة تصافحا بعدها تحقيقا لهذه السنة العظيمة.
 ولِمَا في ذلك من تثبيت المودة وإزالة الشحناء.


لكن إذا لم يصافحه قبل الفريضة شرع له أن يصافحه بعدها بعد الذكر المشروع.


أما ما يفعله بعض الناس من المبادرة بالمصافحة بعد الفريضة من حين يسلم التسليمة الثانية فلا أعلم له أصلا، بل الأظهر كراهة ذلك لعدم الدليل عليه، ولأن المصلي مشروع له في هذه الحال أن يبادر بالأذكار الشرعية التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام من صلاة الفريضة.


وأما صلاة النافلة فيشرع المصافحة بعد السلام منها إذا لم يتصافحا قبل الدخول فيها. فإن تصافحا قبل ذلك كفى.اهـ



وهذه مسألة مهمَّة ينبغي التفقه فيها،فلا يحكم على المصافحة بعد الصلاة بالبدعة مطلقًا،ولكن على التفصيل التالي:


أوَّلًا: استحباب التصافح عند اللقاء وأنه من مكفِّرات الذنوب.

ثانيًا:إذا كان قد صافحه قبل الصلاة في الصف أو في جهةٍ أخرى من المسجد فهذا يكفي.

ثالثًا: يُشرع المصافحة إذا لم يكن قد صافحه قبل الدخول في الصلاة لعموم الأدلة في الحث على المصافحة عند اللقاء.

رابعًا:أنه بعد صلاة الفريضة ينبغي المبادرة إلى قراءة الأذكار وليس إلى المصافحة.

خامسًا:لا يجوز اعتقاد أن المصافحة بعد الصلاة له مزيَّة في الأجر والثواب أكثر من الأوقات الأخرى.

سادسًا:لا ينبغي شغل المصلين والتشويش عليهم بالمصافحة«إن في الصلاة لشغلًا»كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.



تنبيه

سُئِلَ شيخ الإسلام رحمه الله كما في«مجموع الفتاوى»(23/339)           عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ: هَلْ هِيَ سُنَّةٌ أَمْ لَا؟

فَأَجَابَ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَسْنُونَةً بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ



وقد علمتَ التفصيل السابق فافهمه ينفعكَ الله به فإنه يجمع شتات الأدلة ،والله أعلم.



فائدة:المراد بالمصافحة

المُصافَحةُ: الأَخذ بِالْيَدِ، والتصافُحُ مِثْلُهُ.

 وَالرَّجُلُ يُصافِحُ الرجلَ إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّهِ فِي صُفْح كَفِّهِ؛ وصُفْحا كَفَّيْهِمَا: وَجْهاهُما؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُصافَحَة عِنْدَ اللِّقاء، وَهِيَ مُفاعَلة مِنْ إِلصاق صُفْح الْكَفِّ بِالْكَفِّ وإِقبال الْوَجْهِ عَلَى الْوَجْهِ.[لسان العرب 2/514].