نزول الحيض قبل غروب الشمس بدقائق
إذا نزل
الحيض قبل غروب الشمس ولو بدقائق فإن الصوم يبطل،وعلى المرأة القضاء،لأن الحيض من
مبطلات الصوم.
ومما
يدلُّ لذلك حديث معاذة العدوية أنها قالت لعَائِشَةَ: مَا بَالُ الْحَائِضِ
تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟
قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ.
قَالَتْ: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ
الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ».
وهذا الذي استفدناه
من والدي الشيخ مقبل رحمه الله.
وقال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في رسالته الدماء الطبيعية(26):إذا حاضت وهي صائمة بطُلَ
صيامها،ولو كان ذلك قبيل الغروب بلحظة، ووجب عليها قضاء ذلك اليوم إن كان فرضًا.
أما إذا أحستْ بانتقال الحيض قبل الغروب لكن لم
يخرج إلا بعد الغروب فإن صومها تامٌّ ولا يبطل على القول الصحيح، لأن الدم في باطن
الجوف لا حكم له، ولأن النبي صلى الله
عليه وسلم - «لما سئل عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل هل عليها من غسل؟ قال:
نعم إذا هي رأتْ الماء» فَعَلَّقَ الحكم برؤية المنيِّ لا بانتقاله.
فكذلك الحيض لا تثبت أحكامه إلا برؤيته خارجًا
لا بانتقاله.اهـ
