من أدعية عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه
«اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا
يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ».
رواه
أحمد(7/287)عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي،
فَافْتَتَحَ النِّسَاءَ فَسَحَلَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ،
فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ".
ثُمَّ تَقَدَّمَ يسْأَلُ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ،
سَلْ تُعْطَهْ ".
فَقَالَ: فِيمَا سَأَلَ:
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا
يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.
قَالَ: فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى
عَنْهُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ
عَلَيْهِ قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ كُنْتَ سَبَّاقًا
بِالْخَيْرِ.والحديث حسن.
---------------
وهذا من الأدعية الحسنة الجامعة ومن أدعية
الثبات.
وقد استحسن النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم دعاءَ ابن مسعود وقال:سَلْ تُعْطَهْ..
أي:تُعْطَى ما تسْأَلُه.
وكان من دعائه: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ..
قال القاري في شرح مسند أبي حنيفة(407):
(اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ)أي مستمرًّا مستقرًّا.
وهذا يدل على كمال خوفه من سوء
الخاتمة.
(وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ) بفتح
الفاء، فدال مهملة، أي لا يفنى ولا يحول، وهذا يشير إلى كمال زهده في الدنيا،
ورغبته في نعيم العقبى.
(وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ) هذا يشير إلى علو
همته، ورفعة مرتبته.اهـ المراد