جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 24 أبريل 2017

(9)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم

            
                أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه

عن المسور بن مخرمة الحديث وفي  آخره:«أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، قَالَ: «حَدَّثَنِي، فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي». رواه البخاري(3110)،ومسلم (2449).

وكان أبوالعاص  في غزوة بدرٍ مع  كفار قريش فوقع في الأسارى،ولما بعث كفارُ قريش في فداء أسراهم  بعثت زينب رضي الله عنها في فداء أبي العاص .
روى أحمد (43/381)عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِمَالٍ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا. قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا، فَافْعَلُوا  فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَطْلَقُوهُ، وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا».والحديث حسن لأجل محمد بن إسحاق وقد صرح بالتحديث .وذكر الحديث والدي رحمه الله في«الصحيح المسند»(1624).

قال القاري في«مرقاة المفاتيح»(6/2556)( رَقَّ لَهَا) أَيْ :لِزَيْنَبَ (رِقَّةً شَدِيدَةً)  أَيْ: لِغُرْبَتِهَا وَوَحْدَتِهَا وَتَذَكَّرَ عَهْدَ خَدِيجَةَ وَصُحْبَتِهَا فَإِنَّ الْقِلَادَةَ كَانَتْ لَهَا وَفِي عُنُقِهَا .اهـ

ودل هذا الحديث أنهم اَطلقوا لزينب أسيرَها من غير فداء.

قال ابن كثير رحمه الله في«البداية والنهاية»(6/354): أَبُو الْعَاصِ بْنُ الربيع بن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيُّ الْعَبْشَمِيُّ زَوْجُ أَكْبَرَ بَنَاتِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ، وَكَانَ مُحْسِنًا إِلَيْهَا وَمُحِبًّا لَهَا، وَلَمَّا أمره المسلمون بِطَلَاقِهَا حِينَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَى عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وَكَانَ ابْنَ أُخْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَاسْمُ أُمِّهِ هَالَةُ، وَيُقَالُ هِنْدُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ،وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ فَقِيلَ: لَقِيطٌ، وَهُوَ الْأَشْهَرُ، وَقِيلَ: مُهَشِّمٌ وَقِيلَ: هُشَيْمٌ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ نَاحِيَةِ الْكُفَّارِ فَأُسِرَ، فَجَاءَ أَخُوهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ لِيُفَادِيَهُ وأحضر معه في الْفِدَاءَ قِلَادَةً كَانَتْ خَدِيجَةُ أَخْرَجَتْهَا مَعَ ابْنَتِهَا زَيْنَبَ حِينَ تَزَوَّجَ أَبُو الْعَاصِ بِهَا، فَلَمَّا رآها رسول الله رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَأَطْلَقَهُ بِسَبَبِهَا، وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْعَثَ لَهُ زَيْنَبَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَفَّى لَهُ بِذَلِكَ، وَاسْتَمَرَّ أَبُو الْعَاصِ عَلَى كُفْرِهِ بِمَكَّةَ إِلَى قُبَيْلِ الْفَتْحِ بِقَلِيلٍ .اهـ

وقال الحافظ في«فتح الباري»(تحت رقم516):وَاسْمُ أَبِي الْعَاصِ لَقِيطٌ ،وَقِيلَ: مِقْسَمٌ ،وَقِيلَ :الْقَاسِمُ ،وَقِيلَ: مِهْشَمٌ ،وَقِيلَ :هُشَيْمٌ ،وَقِيلَ :يَاسِرٌ .

وَهُوَ مَشْهُورٌ بِكُنْيَتِهِ ،أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ وَهَاجَرَ ،وَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ ،وَمَاتَتْ مَعَهُ ،وَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ ،وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ .اهـ