عن أبي
شُريح هَانِئ بن يزيدَ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ،
فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ، فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟»
فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي، فَحَكَمْتُ
بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا، فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» قَالَ: لِي
شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟» قُلْتُ:
شُرَيْحٌ، قَالَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» . رواه أبوداود(4955) .
[هذا حديث حسن
/الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (برقم 1181).
وفيه من الفوائد:
-أن من أسماء الله عزوجل الحكم .
-بوب عليه الإمام
محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله في«كتاب التوحيد»:باب احترام أسماء الله
وتغيير الاسم لأجل ذلك .اهـ
-استحباب التكنِّي
بالولد الأكبر .
وتكنَّى النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم باسم ولده القاسم لأنه أكبرُ أولاده .
والكُنية:ما صُدِّر
بأبٍ أو أُمٍّ .
-دليل لمسألةٍ لغوية أن الواو لا تقتضي الترتيب ،وإنما هي
لمطلق الجمع ،ولهذا لما ذكر هذا الصحابي أولاده وقال:« لِي شُرَيْحٌ،
وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ »سأله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من
أكبرأولاده .
-ترك التكنية بأسماء
الله المختصة به سبحانه .
-تغيير الكُنية التي
لا تصلُح .
قال الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله في«القول المفيد»(2/263): غيَّره النبي صلى الله عليه وسلم لأمرين:
الأول: أن الحَكَم هو
الله، فإذا قيل: يا أبا الحكم! كأنه قيل: يا أبا الله.
الثاني: أن هذا
الاسم، الذي جُعل كنية لهذا الرجل، لُوحظ فيه معنى الصفة وهي الحُكم، فصار بذلك
مطابقا لاسم الله، وليس لمجرد العلمية المحضة، بل للعلمية المتضمنة للمعنى، وبهذا
يكون مشاركا لله سبحانه وتعالى في ذلك، ولهذا كنَّاه النبي صلى الله عليه وسلم
بما ينبغي أن يُكنَّى به.اهـ
-التحاكم إلى الشرع
لقوله:« إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ » ،وكما قال تعالى:﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: من الآية47].
