جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 مارس 2017

(25) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)



اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/33)

*الإخبار ببعض الغيوب المستقبَلة في القرآن ووقعت كذلك:

*قَالَ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ[الصف:9]، أخبر الله  بإظهار دينه، وإعلاء كلمته وكذلك كان.
*قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ..[النور:55] ،ووقع كما أخبر فقد انتشر الدين وعلا وظهر ومكَّنَ الله لأوليائه. 
*قَالَ تعالى: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ ،أخبر بغلبة الرومِ فارسَ في بضع سنين، فكان كذلك.

*قال تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ[الفتح:27] هذه الآية في صلح الحديبية في السنة السادسة، قال صلى الله عليه وسلم للصحابة: إنا سنأتي البيت فنطوف به،وفي العام القابل السنة السابعة  في عمرة القضاء دخلوا مكة واعتمروا، وبعده كان فتح مكة السنة الثامنة.

* قال تعالى: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ[القمر:45] سورة القمر مكية ،وفي غزوة بدر السنة الثانية من الهجرة كانت هزيمةُ المشركين، وقُتل منهم سبعون وأُسِر سبعون.

*قال تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[المزمل:20] سورة المزمل مكية أخبر الله فيها أن المسلمين سيجهادون الكفارَ، ووقع ذلك.
* قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ[الأنفال:7] وعدَ الله الصحابة يوم بدر بإحدى الطائفتين إما العير:قافلة أبي سفيان، وإما النفير:قتال الذين نفروا من الكفار لحماية قافلة أبي سفيان ووقع ذلك.
* سورة المسد أخبر الله بموت أبي لهب وامرأته على الكفر، وماتا على ذلك.
* قال تعالى: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾[التوبة:95] أخبر الله أنه إذا رجع المسلمون سيأتي المنافقون إليهم ويعتذرون ويحلفون ،ووقع ذلك.
* قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا[الإسراء:76] سورة الإسراء مكية وأخبر الله في هذه الآية أن كفار قريش ما سيبقون بعد إخراجهم للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة إلا قليلًا ،ووقع ذلك قُتِل مَن قُتِل مِنهم   يوم بدر السنة الثانية.
وهذا من معجزات القرآن الكريم ،ومن معجزات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


* الإخبار ببعض الأمورالغيبية المستقبلة من السنة النبوية:

*ورد في كتب السيرة أنه أخبر صلى الله عليه وسلم وهو في شِعبِ أبي طالب أنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَ الْأَرَضَةَ عَلَى صَحِيفَةِ قُرَيْشٍ فَلَمْ تَدَعْ فِيهَا اسْمًا هُوَ للَّه إِلَّا أَثْبَتَتْهُ فِيهَا، وَنَفَتْ مِنْهَا الظُّلْمَ وَالْقَطِيعَةَ وَالْبُهْتَانَ ،وكانَ كذلك. والقصة عند ابنِ هشام وغيره وأصلها في «الصحيحين».
*أخبر يومَ بدر قبلَ الوقعة بيومٍ بمصارعِ قتلى بعض صناديد الكفار،ووقع كذلك.روى مسلم (2873) عن عمر رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وعلى وسلم يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ، بِالْأَمْسِ، يَقُولُ: «هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ»، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا الْحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم».
* أخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقتل أمية بن خلف. روى البخاري (3632) عن ابن مسعود رضي الله عنه وفيه قال سعد بن معاذ لأمية: «فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ» فقُتِل يوم بدر.
* أخبر أن كنوزَ كسرى وقيصرَ ستُنفَقُ في سبيل الله .روى البخاري (3120)، ومسلم (2918) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ»وكان كذلك.
*بشَّرَ أمتَه بأن مُلكَهم سيمتدُّ  ،وكان كذلك .روى مسلم (2889) عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».
* أخبر بقتال التُّرك .روى البخاري (2928)، ومسلم (2912) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ» ووقع ذلك.

* شهد صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة بالجنة كالعشرة المبشرين فماتوا على الإسلام ،ولم يُنْقل أنهم غيَّروا أو بدَّلوا.
*روى البخاري (2704) عن أبي بكرة أنه صلى الله عليه وسلم قال في الحسنِ بن علي رضي الله عنهما «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ». ووقع ذلك سلَّم الحسنُ الأمرَ لمعاوية رضي الله عنهما بعد ستة أشهر من إمارته  وقيل سبعة ،لاجتماع الكلمة ودرءًا للفتنة .
*أخبر بقتالِ الخوارج، ووقع كذلك قاتلهم علي رضي الله عنه ووصف لهم ذا الثُّديَّة «وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا رَجُلَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْتَمِسُوا فِيهِمُ الْمُخْدَجَ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: أَخِّرُوهُمْ، فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ» رواه مسلم (1066) عن علي بن أبي طالب.
*أخبر أن عمارًا ستقتله الفئة الباغية فقتِل يوم صفين مع علي رضي الله عنهما ،وقد قال صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ».رواه البخاري (447) عن أبي سعيد، وهذا دليل أن عليًّا رضي الله عنه كان مصيبًا في قتالِه ذلك،وقد كان مصيبًا في جميع حروبه.
*أخبر بخروجِ نار من أرض الحجاز تُضيء لها أعناق الإبل ببُصرى ففي الصحيحين عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم، قَال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى»،ووقع ذلك سنة خمس وخمسين وستمائة.
*أخبر بأشراطَ كثيرة تكون بين يدَي الساعة، وهي قسمان:علامات صُغرى كالقتل والقتال ونقص العلم وكثرة الجهل والفتن وتقارب الزمان وكثرة الفُرْقة وغيره ،وعلامات كبرى تقوم بعدها الساعة كخروج الدجال ويأجوج ومأجوج وظهور المهدي ونزول عيسى بن مريم والدُّخان وَخُرُوج الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ وطلوع الشمس من مغربها.
وهذه  العلامات من علامات الساعة  ،ومن دلائل النبوة لأنها من خوارق العادة تدل على صحة قوله لوقوعِها طبق ما أخبر به ،وما وقعَ منها فإنها تزيد المؤمن إيمانًا وتصديقًا ويقينًا،كما قال تعالى :﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].
كما أنها تزيد المؤمن إيمانًا وبصيرة وهدى أن التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم تقع أنها ستقع ولا بُدَّ.

*بشارةُ الكتب السماوية المتقدمة بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا معدود في دلائل النبوة .قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ.. [الأعراف:157]، وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ [الصف:6] .