جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 25 فبراير 2017

(7)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم

   
            فضل أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه «أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ المِصْبَاحَيْنِ يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ، مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ».
وفي رواية معلَّقة عند البخاري(3805كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
 وقد وصلها أحمد(20/295) بلفظ:أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ كَانَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ أَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا فَكَانَا يَمْشِيَانِ بِضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَا أَضَاءَتْ عَصَا هَذَا وَعَصَا هَذَا .

وقد نص على ذلك الحافظ في «فتح الباري»(تحت رقم3805).

وفيه دليلٌ من دلائل النبوة وكرامة لهذَين الصحابيين عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وهوعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رضي الله عنهما.

وكرامات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي من كرامات ودلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،لأنها ما حصلت لهم إلا ببركة اتباعهم للرسول  .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ في «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» (5/ 437): وَسِيرَةُ الرَّسُولِ وَأَخْلَاقُهُ وَأَقْوَالُهُ وَأَفْعَالُهُ وَشَرِيعَتُهُ مِنْ آيَاتِهِ ، وَأُمَّتُهُ مِنْ آيَاتِهِ، وَعِلْمُ أُمَّتِهِ وَدِينُهُمْ مِنْ آيَاتِهِ، وَكَرَامَاتُ صَالِحِ أُمَّتِهِ مِنْ آيَاتِهِ.اهـ المراد.
وقال والدي العلامة الشيخ مقبل رحمه الله في«الصحيح المسند من دلائل النبوة»(268ط.ابن تيمية):فصل:ومن دلائل النبوة كرامات بعض أتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهيَ تعتبرُ من دلائل النبوة لأنه ما أُعطِيَ الكرامة إلا باتباع رسول الله عليه وعلى آله وسلم ،وأكبرُ كرامة هو توفيق الله العبد للعمل بالكتاب والسنة وأن يختم له بالحُسنى .اهـ

فائدة :ثلاثة من الصحابة يقال لكل واحد منهم عباد بن بشر .

قال الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ في «فتح الباري» (7/159): وَفِي الصَّحَابَةِ عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ قَيْظِيِّ ،
وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ نَهِيكٍ ،
وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ .
وَصَاحِبُ هَذِهِ الْقِصَّةِ هُوَ هَذَا الثَّالِثُ وَوهم من زعم خلاف ذَلِك. اهـ. 

وأُسيد بن حُضير رضي الله عنه أحدُ النُّقباء ليلة العقبة .