جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

(17)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالمُصَوِّرِينَ »رواه الترمذي(2574).

[هذا حديثٌ صحيحٌ ،ورجاله ثقات .الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين].

----------------------

في هذا الحديث من الفوائد:

1-الترهيب من هذه الثلاثة الأعمال ،وأنها من الكبائر وهي:

-التحذير من الكبر والتمرُّدِ  على الحق .

-خطر الشرك بالله .

والشرك بالله أعظم الذنوب ،ومن لقي اللهَ مشركًا كان خالدًا مخلدًا في النار.

-عِظَمُ ذنبِ تصوير ذوات الأرواح ،سواء كانتِ الصورة لها ظلٌّ ،أو ليس لها ظل .

لأن هذا الدليل وما في معناه يُفيدُ العموم .

وليس ميزان الحقَّ والصواب ما عليه حال الناس ،ميزان الأقوال والأفعال الدليل قال تعالى :﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾[ الأعراف:3].



2-الإيمان بخروج عنق من النار بهذه الأوصاف  وأنه يتكلم بكلامٍ حقيقي أنه موكَّل بهؤلاء الثلاثة .

قال القاري في «مرقاة المفاتيح»(7/2855): الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعُنُقِ الْجِيدُ عَلَى مَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ إِذْ لَا صَارِفَ عَنْ ظَاهِرِهِ فَهُوَ مُؤَنَّثٌ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَخْرُجُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ عَلَى هَيْئَةِ الرَّقَبَةِ الطَّوِيلَةِ لَهَا (عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ) .اهـ المراد.

3-فضيحة هؤلاء الثلاثة على رؤوس الأشهاد إذ يخرج لهم عنق من النار فيتكلم أن الله وكَّلَهُ بهؤلاء الثلاثة ثم يختطفهُم ويُرمَى بهم في النار .

نسألُ الله السِّترَ في الدنيا والآخرة ،ونعوذُ بالله من موجبات غضبه وعقابه.