عَنْ
مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: « يَقُولُ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى وَأَمْلَأْ
يَدَيْكَ رِزْقًا، يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَبَاعَدْ مِنِّي فَأَمْلَأْ قَلْبَكَ
فَقْرًا وَأَمْلَأْ يَدَيْكَ شُغْلًا».رواه الحاكم في «المستدرك»( 7926) .
«هذا
حديثٌ صحيح .. الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»(2/189).
------------
في هذا
الحديث القدسي من الفوائد:
1-الترغيب
في التفرُّغِ للعبادة وتقديمها على الشواغل الدنيوية.
2-أن
التفرُّغ للعبادة من أسباب الراحة والطمأنينة وجلب الأرزاق والخيرات.
فمن اشتغل
بعبادة الله وطاعته فقد تكفَّلَ الله برزقه وغنى قلبه الذي يُعدُّ من أعظم
أنواع السعادة.
ومن أسماء
الله سبحانه «الغني»،فالمسلم يستغني بربه ويعتمد عليه سبحانه.
3-التحذير
من الانهماك في الدنيا والانشغال بها
عن الآخرة والعبادة.
4-الحث
على مجاهدة النفس على القناعة .
ومطامع
الدنيا لا نهاية لها فكلما حصل على شيء ابتغى آخر حتى يهلك.
وَمَنْ
يَطْلُبْ الْأَعْلَى مِنْ الْعَيْشِ لَمْ يَزَلْ .. حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا
رَهِينَ غُبُونِهَا
إذَا
شِئْت أَنْ تَحْيَا سَعِيدًا فَلَا تَكُنْ .. عَلَى حَالَةٍ إلَّا رَضِيت
بِدُونِهَا
وروى
الفسوي في «المعرفة والتاريخ»(1/649) بسند حسنٍ عن أبي حَازِمٍ: وَجَدْتُ
الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ شَيْءٌ هُوَ لي وشيء هو لغيري، فأما الّذي هو لِي فَلَوْ
طَلَبْتُهُ قَبْلَ حِلِّهِ بِحِيلَةِ السَّمَوَاتِ والأرض لم أقدر عليه، وأما
الّذي هو لغيري فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى وَلَا أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ،
وَيُمْنَعُ رِزْقِي مِنْ غَيْرِي كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، فَفِي
أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي!!.