عن أبي سَلْمَى
رَاعِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«بَخٍ
بَخٍ بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ،وَاللَّهُ أَكْبَرُ ،وَالْوَلَدُ
الصالح يُتوفى للمرء فيحتسبه».
قال
والدي رحمه الله:هذا حديث صحيح . «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» رقم (1229).
(بَخٍ
بَخٍ)كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الْمَدْحِ والرِّضَى بِالشَّيْءِ، وتُكَرر
لِلْمُبَالَغَةِ .كما في «النهاية».
من فوائد
هذا الحديث:
1-الإيمان
بالميزان الذي توزنُ فيه الأعمال يوم القيامة .
نؤمن
بذلك وأنه ميزانٌ حقيقي ،لا كما يقوله بعض أهل البدع :الميزان عبارة عن العدل لأن
الأعمال أعراض فكيف توزن ؟
هكذا
يقولون ،والله على كلِّ شيء قدير .
2-الترغيب
في فعل الأسباب التي تُثْقِل الميزان .
وقَالَ
تَعَالَى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا
مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ
هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 6 - 11]
3-فضل
هذه الأعمال الصالحة وعظيم منزلتها .
وفي صحيح
مسلم (2695) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ».
هذه
الكلمات أفضل مما تطلع عليه الشمس ،والشمس تطلع على الكنوز والزخارف والقصور
والأنهار والدنيا كلها.
4-حث
الأبوين على احتساب فقدِ ولدهما .
وروى
البخاري(6424) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ
عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ
احْتَسَبَهُ، إِلَّا الجَنَّةُ ».
صفيَّه
أي :حبيبه كالولد والأب والأخ ومن يحبه .
5-التقييد بالولد الصالح دليلٌ على أنه قد
عُلِم صلاحُه قبل وفاته .
