عَن أبي
أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
:«من
قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول
الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت»
أخرجه
النسائي في «عمل اليوم والليلة »(100) تحت باب:ثَوَاب من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ
دبر كل صَلَاة .
قال
والدي : هذا حديث حسن .
في هذا
الحديث :
1-فضل
قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة مكتوبة،فليس بينه وبين دخول الجنة إلا عدمُ موته.
2-التقييد
بالمكتوبة يخرج صلاة النافلة .
3-الحث
على المسابقة إلى الجنة .
وهذا أحد
المواضع الذي تقرأ فيه آية الكرسي .
ومن
المواضع :قراءة آية الكرسي عند النوم .
روى
البخاري(3275) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ
فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ
لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ
الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ
شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صَدَقَكَ
وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ».
وجاء
أنها تقرأ في الصباح والمساء.
روى النسائي في «عمل اليوم والليلة»(961)من طريق
مُحَمَّد بن أُبي بن كَعْب قَالَ كَانَ
لجدي جرن من تمر فَجعل يجده ينقص فحرسه ذَات لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِدَابَّة شبه
الْغُلَام المحتلم فَسلم عَلَيْهِ فَرد عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ من أَنْت أجن
أم إنس قَالَ لَا بل جن قَالَ اعطني يدك فإِذا يَد كلب وَشعر كلب قَالَ هَكَذَا
خلق الْجِنّ قَالَ قد علمت الْجِنّ مَا فيهم رجل أَشد مني قَالَ مَا شَأْنك قَالَ
أنبئت أَنَّك رجل تحب الصَّدَقَة فأحببنا أَن نصيب من طَعَامك قَالَ مَا يجيرنا
مِنْكُم قَالَ هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة الْبَقَرَة {الله لَا إِلَه
إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم} إِذْا قلتهَا حِين تصبح
أجرت منا إِلَى أَن تمسي ،وَإِذا قلتهَا حِين تمسي، أجرت منا إِلَى أَن تصبح، فغدا
أُبيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ خَبره قَالَ : «صَدَقَ
الْخَبِيثُ».
والحديث ظاهره
الإرسال ،ولكن أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»(1/201) وعنده :عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ،وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في «صحيح
الترغيب والترهيب» رقم( 662).
فينبغي
الحرص على قراءة آية الكرسي في هذه المواضع ،فهي ذكرٌ ،وحصن من كلِّ شر وضررٍ،واشتملت
على (ذكر الحياة-لله- التي هي أصل جميع الصفات ،وذكر معها قيوميته المقتضية لذاته
وبقائه وانتفاء الآفات جميعها عنه من النوم والسِّنة والعجز وغيرها ،ثم ذكر كمال
ملكه ،ثم عقبه بذكر وحدانيته في ملكه، وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ،ثم ذكر
سعة علمه وإحاطته ،ثم عقبه بأنه لا سبيل للخلق إلى علم شيء من الأشياء إلا بعد
مشيئته لهم أن يعلموه، ثم ذكر سعة كرسيه منبِّها به على سعته سبحانه وعظمته وعلوه،
وذلك توطئة بين يدي ذكر علوه وعظمته، ثم أخبر عن كمال اقتداره وحفظه للعالَم
العلوي والسفلي ،من غير اكتراث ولا مشقة ولا تعب، ثم ختم الآية بهذين الاسمين
الجليلين(العلي العظيم) الدَّالين على علو ذاته وعظمته في نفسه ) ما بين القوسين
منقولٌ من «الصواعق المرسلة »(4/1371) لابن القيم .
آية
الكرسي أعظم آية في القرآن .روى مسلم (810) عنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ،
أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ
كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] . قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:
«وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ».