جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 12 مارس 2016

(15) سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْر


قال تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [يس:74-76].
من فوائد الآيات
1-الحث على توحيدالله واجتناب الشرك .
2-بيان سبب اتخاذ المشركين آلهة من دون الله .وذلك طلبًا لنصرهم.
ولهذا نظائر من الأدلة كقوله سبحانه: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا [مريم:81]. وقوله سبحانه: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3].ويقول سبحانه : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
فهذه جملة من الأدلة في سبب اتخاذ المشركين وسائط بينهم وبين ربهم ليشفعوا لهم وليقربوهم إلى الله سبحانه.
 3-الاحتجاج والردعلى المشركين أن معبوديهم من دون الله  ضعفاء لا يستطيعون لهم نصرًا. فقال سبحانه: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾ [يس:75]. وفي سورة الأعراف يقول تعالى: ﴿وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ [الأعراف:192]. ومن كان هذا حالُه لا يستحق أن يُعبَد من دون الله .
وفي آيات أخرى يبيَّن ربنا سبحانه أنهم ليس لهم ملك .قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13]. وقال عز وجل: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ:22].
وأنهم لا يسمعون دعاءهم ،ولو سمعوا فلا قدرةَ لهم على الاستجابة لأن المدعو ما بين ميت وبين غائب قال سبحانه: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14]. وحتى لو سمعوهم ما استجابوا لهم ﴿وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ. لأن الاستجابة بيد الله وفي ملكه وتصرفه .
فهذه ثلاثة أمورفمن كان فاقدًا للقدرة والملك وسماع المدعو لا يستحق أن يُعبَد .
وهذا فيه رد على من يتخذ وسائط من دون الله يدعونهم وينذرون لهم ويذبحون لهم ويخضعون لهم .
﴿وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ [يس:75]
على أحد التفاسير أن المشركين جندٌ لهذه الآلهة يغضبون لها وينصرونها.

ثم قال سبحانه :﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [يس:76]
4-وهذا فيه النهي عن الحزن .والأدلة كلها فيها النهي عن الحزن ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139]. والحزن إنما هواضطراري، على المسلم أن يدافعه بقدر ما يستطيع لأنه يجلب ضيق الصدر، ويضعف المعنوية وقد يكون للشيطان مدخل على العبد بسببه كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المجادلة:10]. لهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستعيذ بالله من الحزن.
5-التسلية على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يحزن من مخالفة المعاندين .

6- التسلية على النفس بعلم الله عز وجل.