جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 30 يناير 2016

حثُّ المسلمين على الأُلْفَةِ والأُخُوَّةِ



           تابع /سلسلة الفوائد ..                          

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما  عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه-  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،  بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى اليَمَنِ وقَالَ لهما: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا».
في هذا الحديث فضيلة لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري  رضي الله عنهما  لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسلهما مما يدل على أنهما أهل للأمانة والمعرفة.

بعث معاذا إلى صنعاء، و أبا موسى الأشعري إلى عدن. وأوصاهما بهذه الوصية العظيمة، و من ضمنها (وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا)؛ فإن الاختلاف شر.

والاختلاف يذهب القوة و يضعِف قال سبحانه{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

الاختلاف سبب للفشل و للضعف. (ريحكم) أي: قوتكم.

فالواجب على المسلمين أن يكونوا يدا واحدة و صفا واحدا على كتاب الله و سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأن يبتعدوا عن الفرقة.

وهناك قصة ذكرها الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ مرَّت معي في بعض كتبه يقول: كان هناك رجل حضرته الوفاة، فدعا بعدة عصي و جمع أولاده. فجمع العصي التي عنده و قال لأحد أولاده: اكسرها. ما استطاع أن يكسرها لأنها قوية مشدودة. ثم الثاني ، ثم الثالث .. وهكذا. فقال: هكذا كونوا اهـ.

كونوا مجتمعين  على قلب واحد فإن هذا قوة ما يطمع العدو إلا من خلال الاختلاف.

 إذا وُجِدَ الاختلاف يستطيع العدو أن يحقق ما في نفسه سواء كان حاسدا أو عدوًا من عدونا أعداء الملة والدين.

ولهذا ينبغي الحرصُ على جمع الكلمة على البروالتقوى، والبعد عن الخلاف؛ فإن هذا يشغل البال ،ويوغر الصدور،و يُحرِم الخير،  ويصرف عن العلم .


وقد كان الشيخ الوالد مقبل الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ  يحث على جمع الكلمة و يحذر من التفرق و التحزب و كان يخاف على 

طلاب العلم من التفرق، يقول ـ رحمه الله تعالى ـ( أخشى عليكم من الفُرقة) .