تابع /من مروياتي عن والدي العلامة الربَّانِي ...
كانَ رحمه الله يحثُّ على التيسير وترك التنفير
لِما أخرجَ البُخاري ومسلم عن أبي مسعودٍ البدري رضي اللهُ عنه
أَنَّ
رَجُلًا، قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ
الغَدَاةِ مِنْ
أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ
يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ
مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى
بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ
وَالكَبِيرَ وَذَا
الحَاجَةِ» .
ولما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي اللهُ
عنه أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى
إِلَى
اليَمَنِ وقَالَ: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا،
وَتَطَاوَعَا وَلاَ
تَخْتَلِفَا» .
ويقولُ : ينبغي للداعي إلى الله أن يفرحَ إذا وجَد رُخصةً للنَّاس
فيبيِّنُها
لهُم .
ويُخْشَى على من يُسبب تنفيرَ الناس عن الدِّينِ من الإثم .
وسفيان بن سعيدالثوري رحمه الله يقولُ :( إنما العِلمُ عندنا
الرُّخَصُ عن
الثِّقَةِ ،فأمَّا التَّشديدُ فكُلُّ إنسانٍ يُحْسِنُه
) .اهـ
قلتُ : أثرُ سفيانَ بنِ سعيد أخرجه أبونعيم رحمه الله في «حلية
الأولياء »
(6/320) .
والمقصودُ التيسير على الناس فيما لا يُخالِف الشرعَ .