أخرج البخاري ومسلم عنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ السُّوَائِيِّ قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ - قَالَ: فَخَرَجَ بِلالٌ
بِوَضُوءٍ , فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ , قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ , كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى بَيَاضِ
سَاقَيْهِ , قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَأَذَّنَ بِلالٌ , قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ
فَاهُ هَهُنَا وَهَهُنَا , يَقُولُ يَمِيناً وَشِمَالاً: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ;
حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ , فَتَقَدَّمَ وَصَلَّى
الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ نَزَلَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إلَى
الْمَدِينَةِ) .
قولهُ (أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَهُنَا وَهَهُنَا) أي
أن أبا جحيفة كان يتابع بلالاً بنظره وهو يلتفت يمينا وشمالا عند الحيعلتين .
وهذا يُفيداستحباب التفات المؤذن عند الحيعلتين إذا قال :حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح .
وهذا يُفيداستحباب التفات المؤذن عند الحيعلتين إذا قال :حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح .
وهل يلتفت الآن المؤذن مع وجود المكبرات ؟
الظاهر: يلتفت وإن كان هناك مكبرعملا بالدليل، والمسألة
خلافية .
فبعضهم يقول:هذه علة زالتْ بوجود المكبرات فلا يُحتاج
للالتفات فإن المقصود من الالتفات إسماع الناس .
ولكن هنا هناك حالات زال سببها ومازالت شرعيَّتُها باقية
.
مثالُه : الرَّمَل سببه أن يُرِيَ المسلمون المشركينَ قوَّتهم
وقد زال السبب ولا يزالُ مشروعاً .
أخرجَ أبوداود في سُننه (1887 )عن عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، يَقُولُ: «فِيمَ الرَّمَلَانُ
الْيَوْمَ وَالْكَشْفُ عَنِ المَنَاكِبِ وَقَدْ أَطَّأَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ،
وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ مَعَ ذَلِكَ لَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .