جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 11 أغسطس 2018

(30)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


سِتْرُ المرأة في الصلاة

قامت امرأة ببحثٍ في (عورة المرأة في الصلاة)وذكرت أنَّ عورة المرأة في الصلاة كعورة الرجل من السرة إلى الركبة.

فاشتدَّ إنكارُ والدي عليها وضرب على بعض كتابتها بقلَمِه.

بذل الجُهد والوقت في البحث

كتبت فتاةٌ في (تربية الأولاد) ثم جاءت به إلينا في وُرَيْقَات وقالت:لقد تعبتُ،مكثتُ فيه يومًا كاملًا ،من أول النهار إلى الليل وأنا أبحث فيه.

فضحكَ والدي رحمه الله،وقال:هذا لا يكفي، البحث يحتاج إلى صبرٍ ووقتٍ طويل.

  مَن يتمنَّي العلمَ وهو مقصِّر

تقول امرأة:ليتني أكونُ مستفيدةً.

فقال والدي رحمه الله:تطلُبُ العلم.

يعني: العلم بالتعلُّم والصبر.

خطَّان لا يُقاس عليهما

كان رحمه الله ينبِّهُنا على أنَّه:

خَطَّان لا يُقَاسُ عليهما القرآن وعلم العُرُوض.



 نماذج من شفقة والدي رحمه الله

لقد كان رحمه الله شديدَ الشفقة على طُلَّاب العلم.

فإذاعَلِمَ بمريض،أوأنه انقطعت عنه النفقة،أو كان أهلُه يطالبونه بتركِ طلبِ العلم والرجوع إليهم،أو ليس عنده سكن يسكن هو وأهله فيه،حتى إنه كان رُبَّما يذهب يساعد بعض الطلاب في بناءِ بيوتهم ويعينهم بشيءٍ من المال، أويحتاج إلى زواج،حتى لو كانت امرأة إذا لم تكن قد تزوَّجت يحث بعض العُزَّاب على الزواج بها،ولا أعلمه حثَّ أحدًا من الذين لديهم أزواج أن يتزوج بها،لأن العازِبَ أحق،والعزوبة مُرَّة.

وفيه واحدة كانت ترُد من يتقدم لها،وقالت لن أتزوج أبدًا بسبب كذا،وكان والدي حريصًا على أن تتزوج فكان لزامًا علينا أن نُخبِره بالسبب،فقال: لا شيء،الخاطب طيِّب وأنا سأُخبره.

وكان أحيانًا يأمرُ بعضَ الطلاب أن يقرأَ أبياتِ الأعرابي كالترفيه على النفس:

تزوجتُ اثنتينِ لفَـرطِ جـهلي.. بما يشـقى بـه زوجُ اثنـتيـنِ

فقلتُ أصـيرُ بينهما خـروفـًا.. فأنـعمُ بين أكـرمِ نعـجـتيـنِ

فصرتُ كنعجةٍ تُضحي وتُمـسي.. تداولُ بين أخـبـثِ ذئـبتـينِ

رضا هـذي يهيِّج سخطُ هـذي.. فما أعرى من إحدى السخطتـينِ

وألقى في المعيـشةِ كـلَّ ضُـرٍ.. كذاك الضُّرُّ بـين الضَّـَرتينِ

لهـذي لـيلـةٌ ولـتلك أخـرى.. عتـابٌ دائـمٌ فـي اللـيلتـينِ

فـإن أحبـبتَ أن تبـقى كـريمًا.. من الخيراتِ ممـلوءَ الـيديـنِ

فعِـشْ عَـزَبًا فإنْ لم تسـتطعهُ.. فَضَرْبًا في عِـراضِ الجحـفلـينِ



ومرَّةً ردَّ على هذه الأبياتِ أحدُ الحاضرين وصرَّح ووضَّحَ أشياءَ.

فتغيَّر وجهُ والدي،وقال:كثيرٌ من إخواننا عُزَّاب،ولم يُراعِ شعورهم.


ومرَّة أمر بتدريس التحفة السنية درسًا خاصًّا ببعض الطلاب  فسمعته رحمه الله يهمس في أُذُنِ مَن أمره بذلك وقال:قد تُسْألُ عن مسائلَ نحويةٍ من القطر وغيره.

فأنتَ إذا جاء من يسألُك فقل لهم:الدرس هو في التحفة السنية.