جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 20 يونيو 2018

(62)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهما، قَالَتْ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَتْ إِحْدَانَا عَلَى الْأُخْرَى، فَكَانَ مِنْ آخِرِ كَلَامٍ كَلَّمَهُ، أَنْ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ.
 وَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي، يَا عُثْمَانُ،إِنَّ اللهَ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي " ثَلَاثًا.
 فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ، وَاللهِ فَمَا ذَكَرْتُهُ.
 قَالَ –أي النعمان-: فَأَخْبَرْتُهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَرْضَ بِالَّذِي أَخْبَرْتُهُ حَتَّى كَتَبَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ بِهِ، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ بِهِ كِتَابًا.رواه أحمد(41/113).

[هذا حديث صحيح على شرط مسلم.الصحيح المسند 1589].

-------------------
هذا الحديث فيه من الفوائد:

إشارة إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

أنَّ عثمان سيُبتلَى بالمنافقين ،وهؤلاء هم الخوارج الفجرة ،خرجوا على عثمان وزعموا أنه لا يستحق الخلافة.
وقد حاصروه في داره  واستمرَّ الحصار نحو أربعين يومًا ومنعوه من الخروج إلى المسجد،ومن وصول الطعام والشراب إليه،ثم اقتحموا داره وقتلوه  ظلما وعدوانًا.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية(7/190):كانت مدة حصار عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الْمَشْهُورِ، وَقِيلَ كَانَتْ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَتْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً. ثُمَّ كَانَ قَتْلُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِلَا خِلَافٍ.اهـ

خروج الخوارج على أئمة المسلمين وعدم السمع والطاعة لهم.
وهذا من صفاتهم فإذا رأيتَ من يخرج على وليِّ أمره فهو مع هؤلاء المفسدين،وليس على طريقتك ومنهجك.

حثُّ عثمانَ رضي الله عنه على الصبر وعدم تنازله عن الخلافة لأن الله الذي ألبسه إياها.

دليلٌ على فضل عثمان رضي الله عنه وأنه على الحق وخصمه -وهم الخوارج- على باطل.

العمل بالعلم ولو كان فيه شدَّة على النفس.
فعثمان بن عفان  لم ينعزل عن الخلافة  لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  أوصاه وعهد إليه بذلك.

رضي الله عن عثمان بن عفان خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.وقاتل الله الخوارج البغاة الفجرة وكفى المسلمين شرهم.

أنَّ العلم قد يُنسَى وقتَ الحاجة إليه.

لقول النعمان بن بشير:فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ، وَاللهِ فَمَا ذَكَرْتُهُ.

أنَّ العلم فيه تثبيتٌ ونصرةٌ للمُحِق وقمْعٌ للمُبْطِل وإطفاءٌ لنار الفتنة.
ولهذا النعمان أنكر على أم المؤمنين حيث لم تحدِّث بهذا الحديث -وقت الفتنة-الذي يدل على فضل عثمان وأنه أهلٌ للخلافة،فاعتذرتْ أنها نسيتْه.