جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 18 فبراير 2017

(131) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله

             
            صُورٌ من الإصابة بالضرر لِمن خالف السنة

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: الحديث،وفيه «فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ قَالَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلاَ يَقُومَنَّ أَحَدٌ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ» فَعَقَلْنَاهَا، وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّءٍ..».رواه البخاري(1481)،ومسلم (1392) .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ: «لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» فَقَالَ لَهُ: «لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» قَالَ: قُلْتُ: طَهُورٌ؟ كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ، أَوْ تَثُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَعَمْ إِذًا» .رواه البخاري(3616).

عن سلمة بن الأكوع  رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِينِكَ» ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ» ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ .رواه مسلم (2021).

-----------------
قلت: ومن هذا الباب ما رواه البخاري(6190).عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ» قَالَ: حَزْنٌ، قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ» قَالَ: لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي .قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: «فَمَا زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ».

وهذه  الأدلة فيها ضرر مخالفة السنة وعدم امتثال الأمر النبوي ،مع أن بعضَها ليس الأمر فيها على وجه الإلزام،فكيف بمَن يخالف بالمعاصي .


وهؤلاء الأربعة  الذين أًصيبُوا بالضررلعدم امتثالهم:

الأول:النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لشفقته على صحابته نبَّههم وأرشدهم إلى شدِّ رواحلِهم ،وأنه لا يقوم أحد من مكانه ،فلما خالف أحدهم الأمر النبوي أخذته الريح حتى ألقته بجبل طيء.

الثاني:حُرِم  الأعرابي الدعوة النبوية لمعارضته لقولِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»،ونطقَ على نفسه بالبلاء فتحقق ذلك ،وقد جاء في رواية:«فما أمسى من الغد إلا ميتًا».

الثالث:ردَّ الأمرَ النبوي تكبُّرًا وعنادًا فابتُلِي في يده .وصدق الله إذ يقول:﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63] .

الرابع:حَزْن والد المسيب لم يمتثل أمر الرسول في تغيير اسمه إلى (سهل) ،فكان عندهم خُلُق الغِلظة والقسوة المذمومة في الشرع.

فاحرص على الانقياد للشرع لتنالَ السعادة،وسلِ اللهَ التوفيق والهداية .