جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 24 يناير 2017

(22) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/30)



*حجة الوداع: كانت في السنةِ العاشرَة ولم يحج صلى الله عليه وسلم غيرها بعد هجرته وهذا بلا خلاف، كما في «زاد المعاد» (2/96).

*خرج صلى الله عليه وسلَّم من المدينة بعد أن صلى الظهرَ يوم الخميس على قول ابن حزم لستٍّ بقينَ من ذي القَعدةِ ، وقال ابن القيم: خرج يوم السبت، ثم صلى العصرَ بذي الحليفة ركعتين وبات بها ،وأتاه آتٍ من ربه وأمره أن يحجَّ قارنًا، كما في الحديث:«أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ»رواه البخاري  من حديث عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

* سارَ صلى الله عليه وسلم والنَّاسُ أُممًا لا يُحصَون كثرةً، كلُّهم قدِم ليأتمَّ به صلَّى الله عليه وسلم.

وكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن معه في حجته وطافَ عليهن، روى البخاري،ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: «أَنَا طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ طَافَ فِي نِسَائِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا».واغتسل صلى الله عليه وسلم للجنابة ، ثم قبل أن يُحْرِمَ اغتسل للإحرام، وفيه استحباب الغسل للإحرام.

*وصلى الظهر بذي الحُليفة ركعتين ثم خرج بعدها وأحرم حين استوت به راحلته .روى البخاري (1546) عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: «صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَاسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ»، ورواه مسلم (690) مختصرًا.

* أنواع الأنساك ثلاثة: تمتع وقِران وإفراد ،وأفضلها التمتع على الصحيح لأنه صلى الله عليه وسلم تمنى أنه حج متمتعًا، وقال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ، وَلَحَلَلْتُ مَعَ النَّاسِ حِينَ حَلُّوا». رواه البخاري،ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.

*فلما قدم صلى الله عليه وسلم مكة طاف للقدوم وسعى، والقارن والمفرد ليس عليهما إلا سعيٌ واحد، فمن طاف طواف القدوم ثم سعى أجزأه ذلك كما فعل صلى الله عليه وسلم، وأما إذا لم يسعَ بعد طواف القدوم فيلزمه السعيُ بعد طواف الإفاضة. والسعي بين الصفا والمروة ركن عند جمهور العلماء.

* وأمرَ الذين لم يسوقُوا هديًا أن يفسخُوا حجَّهم إلى عمرةٍ ،وفسخ الحج إلى العمرة جمهور العلماء يرون أن هذا خاص بالصحابة، ولكن الأصل عدم الخصوصية.«يَقُولُ الإمام أحمد  لسلمة بن شبيب، وَقَدْ قَالَ لَهُ: يَا أبا عبد الله كُلُّ أَمْرِكَ عِنْدِي حَسَنٌ إِلَّا خَلَّةً وَاحِدَةً، قَالَ وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَقُولُ بِفَسْخِ الْحَجِّ إِلَى الْعُمْرَةِ. فَقَالَ: يَا سلمة! كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلًا، عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيثًا صِحَاحًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَأَتْرُكُهَا لِقَوْلِكَ؟!».«زاد المعاد»(2/170).

*خرج صلى الله عليه وسلم من مكة إلى منى اليوم الثامن يوم التروية فبات بها ،وصلى الصلوات الخمس قصرًا من غير جمعٍ بين الصلاتين.

* وبعد طلوع الشمس خرج من منى إلى عرفة اليوم التاسع يومَ الجمعة ،وقد اجتمع في يوم عرفة فضيلتان: فضل الجمعة وفضل عرفة، والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج ،ويجزئ الوقوف بعرفة في أيِّ جُزءٍ من أجزاء الليلة العاشرة ليلة النحر. أما من لم يَصِلْ عرفة إلا بعد طلوع فجر ليلة النحر فقد فاته الحج.

*وخطب بِنمِرَةَ خطبةً عظيمة، وجمع بين الظهر والعصرِ جمع تقديم بأذانٍ واحد وإقامتين ثم وقف بعرفة.

*ثم سار إلى مزدلفَة وبات بها، وجمع بين المغربِ والعشاء جمع تأخير. والمبيت بمزلفة واجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص للضعفة أن ينصرفوا في آخر الليل،والترخيص يدل على العزيمة، فلما أصبح صلى الفجر في أول وقتها.

*ولمَّا أسفر جدًّا انصرف صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى مِنى، فرمى جمرةَ العقبة، ونحر هديه، وحلقَ رأسه، وطاف طواف الإفاضة .وهذه أعمال الحج يوم النحر، وهذا الترتيب للأفضل، فلو قدَّم أو أخَّر فالأمر فيه سعة. يقول والدي رحمه الله عن الثلاثة الأعمال الأولى: ترتيبها مجموع في كلمة: «رَذَحَ» الراء للرمي، والذال للذبح، والحاء للحلق.

* ثم صلى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظهر يوم النحر بمكة رواه مسلم عن جابر،وجاء أنه صلى الظهر بمنى رواه مسلم عن ابن عمر. والجمع بينهما أنه صلى الظهر بمكة، ثم صلى بالصحابة بمنى كما في «شرح صحيح مسلم»للنووي.

*وخطب صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، ويوم النحر، وفي أوسط أيام التشريق ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد ما أتمَّ  حجه.


*فائدة: لِسِتَّةِ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ مِنْ أَيَّامِ ذِي الْحِجَّةِ أَسْمَاءُ: الثَّامِنُ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَالتَّاسِعُ عَرَفَةَ، وَالْعَاشِرُ النَّحْرِ، وَالْحَادِيَ عَشَرَ الْقَرِّ، وَالثَّانِيَ عَشَرَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ، وَالثَّالِثَ عَشَرَ النَّفْرِ الثَّانِي. «فتح الباري».