جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 4 مارس 2016

(2) الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

                           
                                      صفةُ الملل لله عزوجل

أخرج  البخاري (43) ومسلم (785) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» 

قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا».

 وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ .

سألت والدي الشيخ مقبل رحمه الله عن صفة الملل هل هي من صفات الله عزوجل فأجاب :

صفة الملل من صفاتِ الله .

فقلت له :الحديث فيه النفي (فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا) .

فقال : إذا كنتم تملون فإن الله يمل.

---
قلتُ :وقد ذهب إلى إثبات صفة الملل لله عزوجل الشيخ ابن باز كما في الحُلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري . وذهب إليه محمد بن إبراهيم آل الشيخ في الفتاوى والرسائل (1/209) والشيخ ابن عُثيمين في شرح رياض الصالحين (1/555) .

و الملل الذي يستفاد من ظاهر الحديث أن الله يتصف به، ليس كمللنا نحن، لأن مللنا نحن ملل تعب وكسل، وأما ملل الله عز وجل فإنه صفة يختص به جل وعلا، والله سبحانه وتعالى لا يلحقه تعب ولا يلحقه كسل، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ 

وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) يعني ما تعبنا بخلقها في هذه المدة الوجيزة مع عظمها.


ويُنظر رسالة أبي حفص العراقي-  أحد الطلاب في دار الحديث بدماج من قبلُ- ( إدراك الأمل بتحقيق القول في صفة الملل ) .