جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

(168)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

اسم الله تَعَالَى القوي

 

قال تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾[الحج].

 

فيه الإيمان بهذا الاسم.

 

وفيه صفة القوة لله سُبحَانَهُ وأنه لا يعجزه شيء، ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)﴾[فاطر].

 وابن آدم له قوة، كما قال الله تَعَالَى عن قوم عاد: ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)﴾[فصلت].

 وقال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)﴾[الروم].

 

لكنها ليست بشيء إلى قوة الله تَعَالَى.

بل قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «الصواعق المرسلة»(2/430): قَدِّر قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد، فإذا نسبت قوته إلى قوة الرب تبارك وتعالى لم تجد لها نسبة وإياها البتة، كما لا تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الأسد.

 

وقال رَحِمَهُ الله  في «شفاء العليل»(108): ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخص واحد منهم، ثم أعطي كل منهم مثل تلك القوة لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش. اهـ.

وهذا يستفاد منه:

عظمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فما أعظمه، وجل شأنه!

وفيه تخويف الظالم والخائن والعاصي من بطش الله؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قوي لا يعجزه شيء.

وفيه التخفيف عن المظلوم والمصاب والمكروب، وأن الله سُبحَانَهُ قوي على نصره وإزالة كربِهِ، والله أعلم.

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]