من
وفاء المقريزي لزوجته رحمهما الله
ترجم المقريزي -أحد العلماء- لفتاة تزوج بها، ثم
توفيَت-وهي شابة- قال : واتُّفِقَ أني كنت أستغفر لها، فرأيتها مرة في المنام، وقد
دخلت عليَّ بهيئتِهَا التي كفنتها بها، فقلت لها- وقد تذكَّرتُ أنها ميتة-: يا أم
محمد، الذي أرسله إليكِ يصلُ؟-أعني: استغفاري لها- قالت: نعم، يا سيدي، في كل يوم تصل هديتك إليَّ. ثم بكت وقالت: قد
علمتَ يا سيدي أني عاجزة عن مكافأتك.
فقلت
لها: لا عليكِ، عما قليل ونلتقي.
قال: وكانت غفر الله لها مع صِغَرِ
سنِّهَا، من خير نساء زمانِهَا، عفَّةً وصيانةً، وديانةً وثقة، وأمانة ورزانة، ما
عُوِّضْتُ بعدها مثلَهَا.
ينظر
«درر
العقود الفريدة في تراجم الأعيان
المفيدة»(2/99) للمقريزي نفسِه.