جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 27 مايو 2024

(54)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

 

 

عن أَمِير المُؤمِنِينَ عُمَر بن الخَطَّابِ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَن تُسَوَّدُوا.

أخرجه أبو خيثمة في كتاب «العلم» (9)، والدارمي (256)، والخطيب في «الفقيه» (772)، وعلقه البخاري. وهو أثر صحيح.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البخاري عقِبَه: وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا، وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِبَرِ سِنِّهِمْ.

وعلَّق عليه والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله  في درسٍ لنا، وقال:

فإن السيادة تشغل عن الحفظ، والتزود من العلم النافع.

وعلق الشيخ ابن عثيمين في «التعليق على مقدمة المجموع» (ص205) على هذا الأثر، وقال: هذا صحيح؛ الإنسان إذا اشتهر بعلمه، وبرز بين الناس فلن يفرغ.

 ولذلك ينبغي للإنسان أن ينتهز الفرصة ما دام فارغًا، ويقال: أنت لنفسك ما لم تُعرف، فإن عرفت فلست لنفسك، فأنت للناس. اهـ.

فالناس يقبلون على من عَرفوا عنه الخير والعلم، فهذا يأتي يسأل، وهذا يستفسر، وهذا عنده إشكال، وهذا عنده استشارة .. ، إلى غير ذلك، فيصير الشيخ مشغولًا بحوائج الناس، والله أعلم.

[مقتطف من دروس التبيان في آداب حملة القرآن لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله، مع بعض التصرف اليسير]