عن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: كُلْ بِيَمِينِكَ. قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: لَا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ» رواه مسلم(2021).
كان هناك استفسار هل هي اليد اليمنى-لأني ذكرتُ ما تبادر إلى ذهني أنها اليمنى-، ولا غبار على الاستفسار، فهو عِلْمِي مفيد؟
وإليكم الجواب- نفعنا الله وإياكم-:
في بعض الروايات الثابتة الصحيحة: ( فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَقَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ» فَمَا نَالَتْ يَمِينُهُ إِلَى فِيهِ بَعْدُ).
رواه الطبراني في «المعجم الكبير»(7/14).
وهذه الرواية تُبين أن التي ابتُليَت يده اليمنى، التي امتنع عن الأكل بها لا اليسرى.
قال القرطبي رَحِمَهُ الله في «المفهم»(5/297): وقد أجاب الله تعالى دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الرجل، حتى شُلَّت يمينه، فلم يرفعها لِفيه بعد ذلك اليوم.
وقال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله في «شرح رياض الصالحين»(4/210): يعني: دعا عليه أن يعجز أن يرفع يده اليمنى إلى فمه؛ لأنه ما منعه إلا الكبر والعياذ بالله، فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يرفعها بعد ذلك إلى فمه.