جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 23 مارس 2024

(27)الأحاديث والآثار التي علق عليها والدي رَحِمَهُ الله

 

      الصوفية والذكر

عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: <لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللهُ اللهُ> أخرجه مسلم (148)..

 

تعليق والدي رَحِمَهُ الله:

ليس فيه دليل للصوفية في الذكر بـ(الله الله).

 ولكن معناه: أنه لا يذكر الله عند قيام الساعة، كما قال النبي &: <لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ>.

[استفدته وقيدته من دروس والدي رَحِمَهُ الله]

 

قلت: وكذلك لا شبهة لهم في قوله تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)[الأنعام].

 قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَيْ: قُلِ: اللَّهُ أَنْزَلَهُ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، هُوَ الْمُتَعَيَّنُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا مَا قَالَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، مِنْ أَنَّ مَعْنَى ﴿ قُلِ اللَّهُأي: لا يكون خطابك لَهُمْ، إِلَّا هَذِهِ الْكَلِمَةَ، كَلِمَةَ «اللَّهُ»، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هَذَا الْقَائِلُ، يَكُونُ أَمْرًا بِكَلِمَةٍ مُفْرَدَةٍ، مِنْ غَيْرِ تَرْكِيبٍ، وَالْإِتْيَانُ بِكَلِمَةٍ مُفْرَدَةٍ لَا يُفِيدُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ فَائِدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا.

 وقال الصنعاني رَحِمَهُ الله في «تطهير الاعتقاد»(85): إِطلَاقَ لَفظِ الجَلَالَةِ مُنفَرِدًا عَن إِخبَارِ عَنهَا بِقَولِهِم: (اللَّهُ اللَّهُ)، لَيسَ بِكَلَامٍ  وَلَا تَوحِيد، وَإِنَّمَا هُوَ تَلَاعُبٌ بِهَذَا اللَّفظِ الشَّرِيفِ، بِإِخرَاجِهِ عَن لَفظَهِ العَرَبِيِّ، ثُمَّ إِخلَاؤُهُ عَن مَعنًى مِنَ المَعَانِي، وَلَو أَنَّ رَجُلًا عَظِيمًا صَالِحًا يُسَمَّى بِزَيد، وَصَارَ جَمَاعَةً يَقُولُونَ: (زَيدُ زَيدُ)، لَعُدَّ ذَلِكَ استِهزَاءً وَإِهَانَةً وَسُخرِيَةً، وَلَا سِيمَا إِذَا زَادُوا إِلَى ذَلِكَ تَحرِيفَ اللَّفظِ.

 ثُمَّ انظُر هَل أَتَى فِي لَفظَةٍ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ذَكَرُ الجَلَالَةِ بِانفِرَادِهَا وَتَكرِيرِهَا؟ وَالَّذِي فِي الكِتَابِ وَالسُّنة هو طلب الذكر والتوحيد والتسبيح والتهليل.

 وهذه أذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدعية آله وأصحابه خاليةٌ عن هذا الشهيق والنهيق والنعيق، الذي اعتاده من هو عن الله وعن هدي رسوله وسمته ودلِّه في مكان سَحِيقٍ.