جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 21 مايو 2023

(64)مُذَكِّرَةٌ فِي سِيْرَةِ وَالِدِي الشَّيْخِ مُقْبِلِ بنِ هَادِي الوَادِعِي

 

 

                                         فمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ

سمعت والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله يقول -وهو على كرسيه في مسجد دار الحديث بدماج-: نحن في هذا المكان لا نشعر بكثيرٍ من المنكرات.

قلت: وقد لا يشعر بعضُنا بعُمْقِ معنى هذه الكلمة وما تحتوي عليه، إنها تفيد:

خطورة الفتن.

الحث على البعد من الفتنِ.

أن (دار الحديث) كانت حصنًا بإذن الله وملجأ من الفتن.

حث مَنْ أراد أن يعتزل الفتن ويقبل على آخرته باللجوء إلى (دار الحديث) وما أشبهها.

وكان من ينظر ويتأمَّل في حالِ الناس في ذلك المكان يجد ما يُثلج صدره، وتقر عينه، فهذا معه كتابه، وهذا مصحفه، وهذا في درسه، وهذا يحفظ، وهذا يُعلِّمُ لوجه الله، وهذا يتعاون مع إخوانه، وهذا يذكر الله، وهذا خرج دعوة إلى الله.

هذا ديدنهم ذهابًا وإيابًا، لا يوجدُ بِطالة، حتى المهمِل الذي ليس عنده هِمَّةٌ ما ندري إلَّا وقد صار من حُفَّاظ كتابِ الله؛ لتردده على الحلقات، ولوجود أصحابٍ له طيبين يتأثَّرُ بهم، وأعرف هذا في أوساطِنا النساء فكيف بغيرهن من الرجال!

 حتى إن بعض الرجال بل ومن النساء مَنْ يأتي؛ مِنْ أجل زيارة ولده أو قريبٍ له، فيقول: إيش يفعل هؤلاء؟ يقال: هؤلاء يتعلمون العلم ويعبدون الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فربما وقع في قلبه من التأثَّر بذلك الحال، ولا يرغب أن يفارقَهُم.