هل النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يصلِّ الوتر ليلة المزدلفة؟
الجواب:
ظاهر حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الطويل في حجة الوداع أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يصلِ الوتر تلك الليلة؛ لأنه قال: ثم اضطجع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر الوتر.
وقد أجاب الشيخ ابن باز رَحِمَهُ اللهُ في «مجموع الفتاوى»(30/49) عن هذه المسألة، وقال: ظاهر الأحاديث الصحيحة أنه باقٍ؛ لأن النبي كان يوتر في السفر والحضر عليه الصلاة والسلام.
وهكذا قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «مجموع الفتاوى»(24/493): فنرجع إلى الأحاديث الدالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع الوتر حضرًا، ولا سفرًا، وعليه فنقول: يوتر إن شاء قبل أن ينام، وإن شاء في آخر الليل حسب قوته ونشاطه. اهـ.
أما حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فلم يُذكر أنه أوتر ولم يوتر، لا إثباتًا ولا نفيًا، ولكن نرجع إلى الأدلة الأخرى التي فيها حرص النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ على الوتر، وأنه لم يكن يتركه سفرًا ولا حضرًا، وهذا يفيد صلاة الوتر ليلة مزدلفة.
