جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 19 مارس 2022

(80)مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

 

شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله عَزَّ وَجَل

عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي في «سننه» (2357وأحمد (36/85وحسَّنه الألباني في «تمام المنة» (412).

فأعمال العام ترفع إلى الله عَزَّ وَجَل في شعبان، كما تُرفع أعمال الأسبوع على الله عَزَّ وَجَل يوم الاثنين والخميس، فقد قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا، أَوِ ارْكُوا، هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا» رواه مسلم (2565) عن أبي هريرة.

وعن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَصُومُ حَتَّى لَا تَكَادَ تُفْطِرُ، وَتُفْطِرُ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ، إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا، قَالَ: «أَيُّ يَوْمَيْنِ؟» قُلْتُ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، قَالَ: «ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي رَحِمَهُ الله(2358)، وحسنه والدي رَحِمَهُ الله في « الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»( 1486).

قال ابن الملقن في «شرح صحيح البخاري»(تحت رقم 1387): كان يصوم الاثنين والخميس؛ لأنهما يوما رفع الأعمال ومحطِّ الأثقال. اهـ.

 فمن كان في قلبها شحناء وبغضاء وعداوة، فعليها أن تحرص على إزالته، وأن يكون قلبها صافيًا نقيًّا؛ حتى تكون ممن تغفَر ذنوبه ويُتجاوز عنه. وما بلغ من بلغ في المنزلة والفضل إلا بسبب سلامة صدورهم، فما بلغوا ما بلغوا بصيام ولا صلاة ولا صدقة ولا استغفار...، ولكن بسلامة قلوبهم، وقد سئل الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله: لماذا يا شيخ أحبك الناس القريب والبعيد؟ فتهرب الشيخ من الإجابة، فأُلِحَّ إليه، فقال: لا أعلم شيئًا غير أني لا أحمل في قلبي شيئًا.

فما أحوجنا إلى أن تكون سرائرنا طيبة نقية!