جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 11 يناير 2022

(105)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ

 

 [سورة الحج (22) : آية 70]

﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)﴾

قال ابن كثير: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ كَمَالِ عِلْمِهِ بِخَلْقِهِ، وَأَنَّهُ مُحِيطٌ بِمَا فِي السموات وَمَا فِي الْأَرْضِ، فَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ، وَأَنَّهُ تَعَالَى عَلِمَ الْكَائِنَاتِ كُلَّهَا قَبْلَ وُجُودِهَا، وَكَتَبَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، كَمَا ثَبَتَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ خلق السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء» .

﴿إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ﴾ المراد بالكتاب: الذي كتب الله فيه، وهو اللوح المحفوظ جرى القلم بكتابة جميع ما قدر الله من الكائنات إلى يوم القيامة.

وقيل: كتب حكم يوم القيامة بين المختلفين، وهذا رده ابن جرير في « تفسيره » (16 /631)، وذلك لبُعد تقدُّمِ ذكر الحكم ﴿ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ وقرب ذكر كتابة الأشياء في اللوح المحفوظ.

وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ أي: هين سهل.

v  من فوائد هذه الآية:

ü    شمول علم الله سبحانه، فالله محيط بكل شيء، يعلم الله ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون .

·       (يعلم ما كان) أي: في الماضي.

·       (وما يكون) في المستقبل، يعلم ما في غدٍ، يعلم الآجال والأرزاق والحوادث...

·       وما لم يكن سواء كان ممكنًا أو مستحيلًا، إذا لم يكن للشخص إلا ستة أولاد الله يعلم لو رزقه ولدا سابعا كيف سيكون.

·       لو كان كيف يكون، قال الله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) ﴾[الأنعام]، هذا لا يكون للكفار الرجعة للدنيا، والله يعلم أنهم لو عادوا كيف يكون حالهم إذا رجعوا.

 وعِلْمُ الله أحد مراتب القدر، وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على مرتبتين من مراتب القدر: العلم والكتابة.