جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

(82) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة

 

وصف نساء الجنة

 أوصاف الجنة وأهلها وأوصاف نساء الجنة فوق ما يخطر بالبال ويدور في الخيال؛ فقد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ» رواه البخاري (3244ومسلم (2824).

ونساء الجنة يتفاوتن في الحُسْن والمنزلة كما يتفاوت النساء في الدنيا، قال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)﴾[الإسراء].

 وأفضل النساء في الجنة أربع «أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ». رواه أحمد(2957) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

من أوصاف نساء الجنة:

-أنهن في سن الشباب، قال الله: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾[الواقعة: 36]. أترابًا. أي: في سنٍّ واحد، ونساء الجنة جميعهنَّ في سن الشباب بنات ثلاث وثلاثين، فقد ثبت عَنْ مُعَاذِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا  مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً» رواه الترمذي (2545وحسنه الألباني رَحِمَهُ الله.

 الأجرد: الذي لا شعر له، والأمرد: الذي لا لحية له، وهذا فيه دليل أن الرجال يكونون بغير لحى في الجنة.

وهذا السِّنُّ عامٌّ للرجال والنساء، وسن الشباب أنفس الأسنان؛ ولهذا كان سن أهل الجنة سن الشباب.

- أنهن كل أسبوع يزددن جمالًا وحسنًا، فقد ثبت في «صحيح مسلم» (2833) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدِ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ، وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا».

-وأيضًا من أوصاف نساء الجنة وحسن جمالهن: أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ غَدْوَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ يَعْنِي: سَوْطَهُ-خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه البخاري (2796) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

«وَلَنَصِيفُهَا» أي: خمارها، إذا كان نصيف نساء أهل الجنة خيرًا من الدنيا وما فيها، فكيف بالمرأة ونعيم المرأة.

-من أوصاف نساء الجنة: ارتفاع الثديين وعدم تدلِّيْهِنَّ، قال الله: ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) [النبأ: 31-33].  ﴿ وَكَوَاعِبَ أي: ثديهن مرتفعة غير متدلِّية.

-من أوصاف نساء الجنة: أن الجميع متزوجات فليس فيهن عزباء، كما في الحديث «وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ؟».

والمرأة تكون لزوجها الذي كانت له في الدنيا، ولا ترى أحدًا أحسن منه، وإن كانت قد تزوجت بأكثر من زوج، فإنها تخيَّر بين أزواجها الذين كانوا في الدنيا فتختار أعلاهما وأحسنهما.

-يأتيها زوجها بكرًا وتعود بكرًا، قال تعالى: ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)﴾ [الواقعة].

-من أوصاف نساء الجنة: أنهن طاهرات مطهَّرات، ظاهرًا وباطنًا، لا غِلَّ، ولا حسد، ولا حقد، ولا نفاق، ولا أمراض قلب.

وفي الظاهر ثيابهن ليس فيها أوساخ ولا أدناس، قال الله: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) [البقرة: 25].

مطهرات أيضًا من الغيرة التي تزعج المرأة وتكدِّر حياتها، فنساء الجنة ليس هناك غيرة بينهن، القلوب واحدة، ويدل لذلك أيضًا عموم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في وصف نعيم أهل الجنة: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا مِنَ الحُسْنِ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، لاَ يَسْقَمُونَ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، وَلاَ يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ، وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَوَقُودُ مَجَامِرِهِمْ الأَلُوَّةُ» رواه البخاري (3246) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

-من أوصاف نساء الجنة: قال الله: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا (37) [الواقعة]. ومعنى ﴿ عُرُبًا أي: متحببات إلى أزواجهن متوددات، وهذا من أعظم أوصاف نساء الجنة التودد والتحبب إلى زوجها.

 حتى في الدنيا من أبلغ وأحسنِ أوصاف المرأة التودد للزوج، وهكذا التودد للأبوين، التودد للإخوة، التودد للأسرة، وللأخوات... ، فالتودد يجذب القلوب ويبعد عن الخلاف والشحناء. فهذه صفة محمودة في النساء.

-ومن أوصاف نساء الجنة: أنهن عفيفات لا يتطلعن لغير أزواجهن، قال الله: ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) [الرحمن: 56].

- ومن أوصاف نساء الجنة: حُسْن أعينهن وضخامتِها، قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)﴾[الصافات].

-المرأة في الجنة قد تحمل، روى الترمذي (2563) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ فِي الجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي»، وهو في «الصحيح المسند» (383) لوالدي رَحِمَهُ الله.

فهذه حقيقة حمل النساء في الجنة لا نصب ولا تعب، بخلاف حمل المرأة في الدنيا، كما قال سبحانه: ﴿ حملته أمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ [لقمان: 14].

❖❖❖❖❖❖