صورة تطبيقية مشرقة من بيت النبوة
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا أَذْنَبْتُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟».
قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».
وَقَالَ: «إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلائِكَةُ» رواه البخاري (2105)، ومسلم (2107).
وفي رواية لمسلم: فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيْتِ.
وقولها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نُمْرُقَةً. النمرقة الوسادة. ومنه قوله تعالى: ﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾.
(فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا) قال القاضي عياض: يحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى يتكئ من الْمرْفق، وَأَن يكون من الرِّفْق أَي: ينْتَفع. « مشارق الأنوار»(1/279).
في هذا الحديث: شِرَاءُ المَرْأةِ بَعْضِ الهَدَايَا لِزَوْجِهَا.
والهدية لها تأثيرٌ في القلوب، ووقْعٌ في النفوس، حتى ولو كانت يسيرة، وهدية المرأة لزوجها لا يفعله كثير من النساء للجهل بذلك، ولأن الأصل أن الرجل هو الذي يهدي للزوجة.
تطهير البيوت من صور ذوات الأرواح.
الامتناع من دخول الأماكن التي فيها منكر وعدم إجابة الدعوة؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف بالباب ولم يدخل بسبب الصورة.
امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه صورة لها روح.
أن المرأة لا تقف في وجه الزوج عند تغيير المنكر، بل تكون عونًا له على إزالته.
تدبير المرأة شؤون المنزل، فأم المؤمنين شقت النمرقة نصفين وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرتفق بهما.