جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 25 أكتوبر 2021

(2)سلسلة في الطِّبِّ وَالْمَرْضَى

التداوي بالحناء

تسأل أخت لي في الله عن حال هذا الحديث الآتي:

عن سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ، مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ: كَانَ لَا يُصِيبُ النَّبِيَّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَرْحَةٌ وَلَا شَوْكَةٌ إِلَّا وَضَعَ عَلَيْهِ الْحِنَّاءَ.

والجواب: هذا الحديث رواه ابن ماجه(3502).

ورواه أحمد (45/591)، وأبو داود (3858) عن سَلْمى خَادِمِ رسولِ الله  صلَّى الله عليه وسلم، قالت: ما كان أحَدٌ يَشْتكي إلى رَسُولِ الله صلَّى الله عليه وسلم وجَعًا في رَأسِهِ إلا قال: احْتَجِمْ ولا وجَعًا في رِجليه إلا قال: اخْضِبْهُمَا.

وذكره الشيخ الألباني في «الصحيحة»(2059)، وحسَّنه.

وقد تكلم ابن القيم رحمه الله في « زاد المعاد»(4/82) على الحناء وبعض منافعه وقال: وَالْحِنَّاءُ بَارِدٌ فِي الْأُولَى يَابِسٌ فِي الثَّانِيَةِ، وَقُوَّةُ شَجَرِ الْحِنَّاءِ وَأَغْصَانُهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ قُوَّةٍ مُحَلِّلَةٍ اكْتَسَبَتْهَا مِنْ جَوْهَرٍ فِيهَا مَائِيٍّ حَارٍّ بِاعْتِدَالٍ، وَمِنْ قُوَّةٍ قَابِضَةٍ اكْتَسَبَتْهَا مِنْ جَوْهَرٍ فِيهَا أَرْضِيٍّ بَارِدٍ.

وَمِنْ مَنَافِعِهِ أنَّهُ مُحَلِّلٌ نَافِعٌ مِنْ حَرْقِ النَّارِ، وَفِيهِ قُوَّةٌ مُوَافِقَةٌ لِلْعَصَبِ إِذَا ضُمِّدَ بِهِ، وَيَنْفَعُ إِذَا مُضِغَ مِنْ قُرُوحِ الْفَمِ وَالسُّلَاقِ الْعَارِضِ فِيهِ.

وَالْحِنَّاءُ إِذَا أُلْزِمَتْ بِهِ الْأَظْفَارُ مَعْجُونًا حَسَّنَهَا وَنَفَعَهَا، وَإِذَا عُجِنَ بِالسَّمْنِ وَضُمِّدَ بِهِ بَقَايَا الْأَوْرَامِ الْحَارَّةِ الَّتِي تَرْشَحُ مَاءً أَصْفَرَ، نَفَعَهَا وَنَفَعَ مِنَ الْجَرَبِ الْمُتَقَرِّحِ الْمُزْمِنِ مَنْفَعَةً بَلِيغَةً.

وَهُوَ يُنْبِتُ الشَّعْرَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُحَسِّنُهُ وَيُقَوِّي الرَّأْسَ، وَيَنْفَعُ مِنَ النَّفَّاطَاتِ، وَالْبُثُورِ الْعَارِضَةِ فِي السَّاقَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَسَائِرِ الْبَدَنِ. اهـ المراد.

ملاحظة: السُّلَاقِ بَثْر يَخرُجُ على أَصْل اللِّسانِ، أَو هُوَ تَقَشرٌ فِي أصُولِ الأسْنانِ، ورُبّما أصابَ الدوابَّ. « تاج العروس»(25/462).