جديد الرسائل

الاثنين، 24 مايو 2021

(3)من أحكام النكاح وآدابه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد فما يجري في بعض الأعراس،- وقد تكون هذه الأعراس محسوبة على أهل السنة-، من تعاقُب لبس عِدَّة ثياب، تُزف بالثوب الأول، وبعد دقائق تلبس ثوبًا آخر، وهكذا... وقد تصل إلى خمسة أثواب أو أكثر. هذا داخل في التباهي والتفاخر، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)﴾ [لقمان].

فليتق الله أهل السنة الذين هم قُدوة في أعين الناس، إن أحسنوا أحسن الناس، وإن أساؤوا أساء الناس، ولا نقابل النعمة بالمعصية فقد قال ربنا سبحانه: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)﴾ [إبراهيم].

وما أحسن التيسير!

ولننظر إلى زفاف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ  سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي، فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ [1]، وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا، لاَ أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي البَيْتِ، فَقُلْنَ عَلَى الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ» رواه البخاري (3894)، ومسلم (1422).

زينة خفيفَةٌ، ونظافة متواضعة، من غير تكلَّفٍ  ولا مبالغة.

ولا مانع من التوسعة شيئًا ما، حسبُ القُدرة والسَّعة، لكن لا يُتعدَّى الحد المأذون فيه شرعًا.

اللهم احفظ لنا ديننا وتوفَّنا على الإسلام، اللهم أصلح بنات المسلمين ونساءهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



[1] الأرجوحة: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ هِيَ: خَشَبَةٌ يَلْعَبُ عَلَيْهَا الصِّبْيَانُ وَالْجَوَارِي الصِّغَارُ،  يَكُونُ وَسَطُهَا عَلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ ويجلسون على طرفيها وَيُحَرِّكُونَهَا فَيَرْتَفِعُ جَانِبٌ مِنْهَا وَيَنْزِلُ جَانِبٌ. « شرح صحيح مسلم » للنووي.

ومعنى: فَتَمَرَّقَ. أي:  تقطَّع.