حكم التسمي بقاضي القضاة وملك الأملاك ونحوه
︾︾︾︾︾︾︾︾
قد ورد النهي عن إطلاق ذلك، كما أخرج مسلم (2143) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن اخنع اسم عند الله رجل يسمى ملك الأملاك»، وبوَّب الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله في «كتاب التوحيد»، باب: التسمي بقاضي القضاة ونحوه.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «شرح كتاب التوحيد»(2/180): يعني كل اسم فيه تعظيم شديد للمخلوق من الألقاب والأسماء التي فيها التعظيم الذي لا يليق إلا بالله سبحانه وتعالى، مثل: ملك الأملاك، وسيِّد السَّادات، وما أشبه ذلك من الألقاب الضخمة التي يتلقب أو يتسمى بها بعض الجبابرة أو المستكبرين. وكل هذا محرَّم ومنهي عنه؛ لأنه مطلوب من المخلوق التواضع مع الله سبحانه وتعالى، وتجنب ما فيه تزكية للنفس أو تعظيم للنفس؛ لأن هذا يحمل على الكِبر والإعجاب وخروج الإنسان عن طوره، ووضعه الصحيح.
وكل هذا يُخل بعقيدة التوحيد؛ لأن عقيدة التوحيد تدور على توحيد الله سبحانه وتعالى، وعلى تنزيه الله عن المشابهة والمماثلة. فمن تسمَّى باسم لا يليق إلا بالله على وجه التعاظم، فهذا فيه تشبيه بأسماء الله سبحانه. اهـ المراد.