جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 8 أبريل 2020

(29)التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ




استعماله صلى الله عليه وسلم بَخُورَ العودِ

عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ «إِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ، غَيْرَ مُطَرَّاةٍ،وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ».

 ثُمَّ قَالَ:«هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»رواه مسلم (2254).



قوله:(إِذَا اسْتَجْمَرَ)قال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم»: الاستجمار هنا: استعمال الطيب والتبخر به، مأخوذ من المجمر، وهو البخور.

( الألوة)قال الأصمعي وأبوعبيد وسائر أهل اللغة والغريب: هي: العود يتبخر به.

(غير مطرَّاة) أي: غير مخلوطة بغيرها من الطيب.


 ففي هذا الحديث:

 استحباب الطيب للرجال كما هو المستحب للنساء، لكنه للرجال من الطيب ما ظهر ريحه وخفي لونه، وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كُره لها كل طيب له ريح.

 ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة، والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم، وعند إرادة معاشرة زوجته، ونحو ذلك، والله أعلم.اهـ



وفيه أيضًا من الفوائد:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبخَّر أحيانًا بالعود وحده،وأحيانا بالعود مخلوطًا بالكافور لأنه يزيد في رائحته الطيبة.


والألوة بخور أهل الجنة،كما روى مسلم (2834)عن أبي هريرة في ذكر نعيم أهل الجنة:«وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ».


-حرص ابن عمر على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. 


وأنبِّه هنا على شيئين مهمَّين: 


الأول:ينبغي لِمَن يستعمل البخور ،وكذا الطيب  أن ينويَ الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل له الأجر،فإن البخور والطيب من عادات الناس،لكنَّ العادة قد تنقلب عبادة في حق مَن ينوي بذلك الاقتداء،والتوفيق من الله،والبركة بيد الله.


الثاني:يجب الحذر من التفاخر والتباهي بالبخور والطيب.

قال القرطبي في «المفهم»(5/559)..استعمال الطيب والبخور مرغب فيه، مندوبٌ إليه، لكن: إذا قصد به الأمور الشرعية مثل الجماعات والجُمعات، والمواضع المعظَّمات، وفعل العبادات على أشرف الحالات.

 فلو قصد بذلك المباهاة والفخر والاختيال لكان ذلك من أسوأ الذنوب، وأقبح الأفعال.اهـ


فائدة

قال ابن القيم في «زاد المعاد»(4/315): الْعُودُ الْهِنْدِيُّ نَوْعَانِ.

 أَحَدُهُمَا: يُسْتَعْمَلُ فِي الْأَدْوِيَةِ وَهُوَ الْكُسْتُ، وَيُقَالُ لَهُ: الْقُسْطُ.

 الثَّانِي: يُسْتَعْمَلُ فِي الطِّيبِ، وَيُقَالُ لَهُ: الْأَلُوَّةُ.