الرزق المكتوب لا يُستطاع منعُه عمَّن له
نصيب فيه
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ
مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ
لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟
فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا
جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ
القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ،
فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ،
خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ»رواه البخاري(5736)،ومسلم (2201).
(فَلَمْ يَقْرُوهُمْ)لم يضيِّفوهم.
قال الحافظ في فتح الباري:فيه أن الرزق المقسوم، لا يستطيع من هو في
يده منعه ممن قسم له، لأن أولئك منعوا الضيافة، وكان الله قسم للصحابة في مالهم
نصيبًا، فمنعوهم، فسبب لهم لدغ العقرب حتى سيق إليهم ما قسم لهم.اهـ
وفي هذا المعنى من الآثار القيمة:
عن أبي حَازِمٍ وهو سلمة
بن دينار: وَجَدْتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ:
شَيْءٌ هُوَ لي وشيء هو لغيري.
فأما الّذي هو لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ حِلِّهِ بِحِيلَةِ السَّمَوَاتِ والأرض لم أقدر عليه.
وأما الّذي هو لغيري فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى وَلَا أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ.
وَيُمْنَعُ رِزْقِي مِنْ غَيْرِي كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي
فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي!!.
شَيْءٌ هُوَ لي وشيء هو لغيري.
فأما الّذي هو لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ حِلِّهِ بِحِيلَةِ السَّمَوَاتِ والأرض لم أقدر عليه.
وأما الّذي هو لغيري فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى وَلَا أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ.
وَيُمْنَعُ رِزْقِي مِنْ غَيْرِي كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي
فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي!!.
رواه الفسوي في
المعرفة والتاريخ(1/649)بسند حسن.