رمضان شهر العبادة والقرآن
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ
النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ،
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ
الرِّيحِ المُرْسَلَةِ». رواه البخاري (6)،ومسلم (2308).
هذا الحديث يفيد:
بركة
مجالسة الصالحين، وأن فيها تذكار لفعل الخير، وتنبيها على الازدياد من العمل
الصالح، ولذلك أمر عليه السلام بمجالسة العلماء، ولزوم حلق الذكر، وشبه الجليس
الصالح بالعطار إن لم يصبك من متاعه لم تعدم طيب ريحه.
بركة
أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضًا، ويعين على بعض، ألا ترى أن بركة الصيام، ولقاء
جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبى، عليه السلام، وصدقته حتى كان أجود من
الريح المرسلة.
دليل
عظيم لفضل تلاوة القرآن فيه، وهذا أصل تلاوة الناس للقرآن في كل رمضان، تأسيًا به
صلى الله عليه وسلم، ومعنى مدارسة جبريل للنبي، عليه السلام، فيه، لأنه الشهر الذي
أنزل فيه القرآن، كما نص الله تعالى.
 وفيه: أن المؤمن كلما ازداد عملًا صالحًا وفُتح
له باب من الخير فإنه ينبغي له أن يطلب بابا آخر، وتكون عينه ممتدة في الخير إلى
فوق عمله، ويكون خائفا وجلًا، غير معجب بعمله، طالبًا للارتقاء في درجات الزيادة.[شرح صحيح البخاري 4/23لابن بطال].
