جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 3 ديسمبر 2017

(10)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

                                       


                 الحذر من جمع العلم للتكاثر


قال تعالى:(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4))[التكاثر].

قال ابن عبدالبر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله(1988) :سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيَّ قَالَ: " خَرَّجْتُ حَدِيثًا وَاحِدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِائَتَيْ طَرِيقٍ أَوْ مِنْ نَحْوِ مِائَتَيْ طَرِيقٍ، شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: فَدَاخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْفَرَحِ غَيْرُ قَلِيلٍ وَأُعْجِبْتُ بِذَلِكَ.
 قَالَ: فَرَأَيْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا خَرَّجْتُ حَدِيثًا وَاحِدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِائَتَيْ طَرِيقٍ قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: أَخْشَى أَنْ يَدْخُلَ هَذَا تَحْتَ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ".

قال ابن القيم رحمه الله في عِدَة الصابرين (171):التكاثر في كل شيء.
 فكل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الاخرة فهو داخل في حكم هذه الآية .
فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال.
 ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم فيجمعه تكاثرا وتفاخرا وهذا أسوأ حالا عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه فإنه جعل أسباب الاخرة للدنيا ،وصاحب المال والجاه استعمل أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها .اهـ

قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء(13/323)-ترجمة عثمان بن سعيد الدارمي-:العِلْمُ لَيْسَ هُوَ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي القَلْبِ.

 وَشَرْطُهُ: الاتِّبَاعُ، وَالفِرَارُ مِنَ الهَوَى وَالاَبْتَدَاعِ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم لِطَاعَتِهِ.اهـ

فطالب العلم ليس بكثرة ما يروي  ويحفظ .

بل يجب عليه حُسن النية ،والانتفاع بالعلم فهمًا وتفهُّمًا وعملًا وسْمتًا وخُلُقًا كما كان عليه سلفُنا الصالح.
وقد كَانَ يَجتَمِعُ فِي مَجْلِسِ أَحْمَدَ زُهَاءُ خَمْسَةِ آلاَفٍ - أَوْ يَزِيدُوْنَ نَحْوَ خَمْسمائَةٍ - يَكْتُبُوْنَ، وَالبَاقُوْنَ يَتَعلَّمُوْنَ مِنْهُ حُسْنَ الأَدَبِ وَالسَّمْتِ كما في سير أعلام النبلاء(11/316)-ترجمة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

ونسأل الله الإعانة.