جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

(86) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


                 ولايةُ الله سبحانه لخلقه

ولايةُ الله سبحانه لخلقه نوعان:

ولاية عامة لجميع الخلق ،وهي ولاية قهرٍ ومُلك ونفوذٍ ومشيئة قال تعالى:( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62))[الأنعام].

وَوِلاية خاصة بالمؤمنين وهِيَ :وِلَايَةُ الثَّوَابِ وَالنَّصْرِ وَالتَّوْفِيقِ وَالْإِعَانَةِ ،قال تعالى:( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ).

وقال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150))[آل عمران].

وقال تعالى:(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)[محمد:11].

وقال تعالى:(قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2))[التحريم].
وقد ذكر ذلك الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان في تفسير سورة الكهف رقم الآية(26).


فالله سبحانه ولي المؤمنين أي: ولاية نُصْرة ومعونة وتوفيق.

وهو وليُّ الكافرين أي:ولاية ملك وقهر ونفوذ مشيئة.

وما جاء من النفي أن الله سبحانه ليس بولي للكافرين:(وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)[محمد:11] فالمنفي الولاية الخاصة بالمؤمنين.

وكما أن الله ولي المؤمنين فالمؤمنون أولياء لله.

قال تعالى:( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63))[يونس].

ومَن هو الْوَلِيُّ؟

 هُوَ مَنِ انْعَقَدَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ سَبَبٌ يُوَالِيكَ وَتُوَالِيهِ بِهِ.
 فَالْإِيمَانُ سَبَبٌ يُوَالِي بِهِ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ بِالطَّاعَةِ، وَيُوَالِيهِمْ بِهِ الثَّوَابَ وَالنَّصْرَ وَالْإِعَانَةَ.أضواء البيان للشنقيطي(3/257).

ومن لم يكن وليًّا لله فهو وليُّ الشيطان ،والشيطان وليُّه.

قال تعالى : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)﴾[النحل].

وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا (50)﴾[الكهف].
أي: بئس البدل إبليس وذريته.

وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)﴾[النساء]. وفي هذه الآية بيان أن تولِّي الشيطان خسارة عظيمة.
وقال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)﴾ [الأعراف]، وقال تعالى﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)﴾ [النساء].

واستفدنا مما تقدم أن الناس على قسمين:

أولياء للرحمن والله وليهم وهؤلاء هم المؤمنون المتقون.

أولياء للشيطان وجنوده  والشيطان وليُّهم وهم الكفار.

فيجبُ معرفة هذا حتى لا يكون الإنسان وليًّا لعدوِّه فيخسر نفسَه وحياته ودينَه وآخرتَه.

وأيضًا لِيَعلَمَ من الذين يواليهم ويعاديهم في الله سبحانه.

ولأهمية هذه المسألة ألَّف شيخ الإسلام كتابه القيم الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

نسأل الله أن يجعلنا من أوليائه المتبعين لما يحبه ويرضاه.