جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 15 مارس 2017

(30)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ




قوله تعالى:﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾[النور:31].

سألت والدي رحمه الله :عن   وصف الطفل بالجمع (الَّذِينَ) ،والطفل 

مفرد،ومن شرط التابع أن يتبع ما قبله في الإفراد؟

جواب الشيخ رحمه الله:أل في الطفل للعموم  .

---------------------

قلت: ومثَّل السيوطي رحمه الله في« همع الهوامع »(1/193)لأل التي لاستغراق الْأَفْرَاد، وَهِي: الَّتِي تخلفها كل حَقِيقَة بأمثلة:
﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28].
﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ﴾.
﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾[النور:31].

وقال الشوكاني رحمه الله في«فتح القدير»(4/29): الطِّفْلُ: يُطْلَقُ عَلَى الْمُفْرَدِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ، أَوِ الْمُرَادِ بِهِ هُنَا الْجِنْسُ الْمَوْضُوعُ مَوْضِعَ الْجَمْعِ بِدَلَالَةِ وَصْفِهِ بِوَصْفِ الْجَمْعِ، وَفِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ «أَوِ الْأَطْفَالِ» عَلَى الْجَمْعِ، يُقَالُ لِلْإِنْسَانِ طِفْلٌ: مَا لَمْ يُرَاهِقِ الْحُلُمَ .اهـ



فائدة:

قال ابن هشام في «شرح قطر الندى» (113): (أل) الَّتِي للاستغراق على قسمَيْنِ:

 لِأَن الِاسْتِغْرَاق إِمَّا أَن يكون بِاعْتِبَار حَقِيقَة الْأَفْرَاد ،أَو بِاعْتِبَار صِفَات الْأَفْرَاد .
فَالْأول: نَحْو :﴿وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا ﴾أَي: كل وَاحِد من جنس الانسان ضَعِيف .
وَالثَّانِي: نَحْو قَوْلك :أَنْت الرجل .أَي :الْجَامِع لصفات الرِّجَال المحمودة .

وَضَابِط الأولى :أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْحَقِيقَة.

 فَإِنَّهُ لَو قيل: وَخلق كل إِنْسَان ضَعِيفا لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْحَقِيقَة .

وَضَابِط الثَّانِيَة :أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْمجَاز .


فَإِنَّهُ لَو قيل أَنْت كل الرجل لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْمُبَالغَة .اهـ