قوله
تعالى:﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ
﴾[النور:31].
سألت والدي رحمه الله :عن وصف الطفل بالجمع (الَّذِينَ) ،والطفل
مفرد،ومن شرط التابع أن يتبع ما قبله في الإفراد؟
جواب الشيخ رحمه
الله:أل في الطفل للعموم .
---------------------
قلت: ومثَّل السيوطي
رحمه الله في« همع الهوامع »(1/193)لأل التي
لاستغراق الْأَفْرَاد، وَهِي: الَّتِي تخلفها كل حَقِيقَة بأمثلة:
﴿وَخُلِقَ
الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28].
﴿ وَالْعَصْرِ (1)
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ﴾.
﴿ أَوِ
الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾[النور:31].
وقال الشوكاني رحمه
الله في«فتح القدير»(4/29): الطِّفْلُ: يُطْلَقُ عَلَى الْمُفْرَدِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ،
أَوِ الْمُرَادِ بِهِ هُنَا الْجِنْسُ الْمَوْضُوعُ مَوْضِعَ الْجَمْعِ
بِدَلَالَةِ وَصْفِهِ بِوَصْفِ الْجَمْعِ، وَفِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ «أَوِ
الْأَطْفَالِ» عَلَى الْجَمْعِ، يُقَالُ لِلْإِنْسَانِ طِفْلٌ: مَا لَمْ يُرَاهِقِ
الْحُلُمَ .اهـ
فائدة:
قال ابن
هشام في «شرح قطر الندى» (113): (أل) الَّتِي للاستغراق على قسمَيْنِ:
لِأَن الِاسْتِغْرَاق إِمَّا أَن يكون
بِاعْتِبَار حَقِيقَة الْأَفْرَاد ،أَو بِاعْتِبَار صِفَات الْأَفْرَاد .
فَالْأول:
نَحْو :﴿وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا ﴾أَي: كل وَاحِد من جنس الانسان ضَعِيف .
وَالثَّانِي:
نَحْو قَوْلك :أَنْت الرجل .أَي :الْجَامِع لصفات الرِّجَال المحمودة .
وَضَابِط
الأولى :أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْحَقِيقَة.
فَإِنَّهُ لَو قيل: وَخلق كل إِنْسَان ضَعِيفا
لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْحَقِيقَة .
وَضَابِط
الثَّانِيَة :أَن يَصح حُلُول كل محلهَا على جِهَة الْمجَاز .
فَإِنَّهُ
لَو قيل أَنْت كل الرجل لصَحَّ ذَلِك على جِهَة الْمُبَالغَة .اهـ