الفتن أولها زينة لكل جهولِ
كان
والدي رحمه الله يكرر قراءةَ هذه الأبيات،ويأمر أحيانًا في حلقة الدرس بقراءتها .
الحَرْبُ
أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً . تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى
إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشُبَّ ضِرَامُهَا . وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
شَمْطَاءَ
يُنْكَرُ لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ .. مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ
------------
الأبيات
عند الإمام البخاري تبويب حديث (7096)بَابُ الفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ
البَحْرِ.
وَقَالَ
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ
يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ عِنْدَ الفِتَنِ،ثم ذكرها .
(اشْتَعَلَتْ)
بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ كِنَايَةً عَنْ هَيَجَانِهَا (وَشُبَّ)
هُوَ بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ تَقُولُ: شُبَّتِ
الْحَرْبُ إِذَا اتَّقَدَتْ .
(ضِرَامُهَا)ضِرَامُهَا
بِكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ أَيِ اشْتِعَالُهَا .
(ذَاتَ
حَلِيلٍ) بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ ،وَالْمَعْنَى أَنَّهَا صَارَتْ لَا يَرْغَبُ أَحَدٌ
فِي تَزْوِيجِهَا .
(شَمْطَاءَ)بِالنَّصْبِ
هُوَ وَصْفُ الْعَجُوزِ وَالشَّمْطُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ: اخْتِلَاطُ
الشَّعْرِ الْأَبْيَضِ بِالشَّعْرِ الْأَسْوَدِ .
(
يُنَكَّرُ لَوْنُهَا) أَيْ :يُبَدَّلُ حُسْنُهَا بِقُبْحٍ .
(مَكْرُوهَةً
لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ) يَصِفُ فَاهَا بِالْبَخْرِ مُبَالَغَةً فِي
التَّنْفِيرِ مِنْهَا .
وَالْمُرَادُ
بِالتَّمَثُّلِ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ اسْتِحْضَارُ مَا شَاهَدُوهُ وَسَمِعُوهُ
مِنْ حَالِ الْفِتْنَةِ فَإِنَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ بِإِنْشَادِهَا ذَلِكَ
فَيَصُدُّهُمْ عَنِ الدُّخُولِ فِيهَا حَتَّى لَا يَغْتَرُّوا بِظَاهِرِ أَمْرِهَا
أَوَّلًا .
(المرجع فتح الباري
(13/62).